خطبه الجمعه من المسجد الحرام
25-11-1430 هـ
القاهافضيله الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد
عنوانها رسالة لحجاج بيت الله الحرام
الخطبة الأولى :
الحمد لله .. الحمد لله رافع السماء وبانيها ، وساطح الأرض وداحيها ، وجاعل الجبال أوتاداً في أركانها ونواحيها ، أحمده - سبحانه - وأتوب إليه وأستغفره .. أنعم علينا نعماً لا نحصيها ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها .. وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله بشير البشرية ونذيرها وهاديها ، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه .. رفعوا رايات الملة حتى علت مبانيها ، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقبت الأيام بلياليها ، وسلم تسليماً كثيراً .
أما بعد ، فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله – عز وجل – فاتقوا الله – رحمكم الله – من خاف الله لم يخف غيره ، وأشد الورع حفظ اللسان ، ودع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، ومن دفع الشك باليقين سلم له الدين ، ومن علم أن الرزق بيد الله اطمأن قلبه ، ومن أيقن بالموت استعد له ، وإذا أقبلت الدنيا فأنفق فإنها لا تغني .. وإذا أدبرت فأنفق فإنها لا تبقي ، وفي التنزيل العزيز : لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً(7 سورة الطلاق ) .
أيها المسلمون حجاج بيت الله : مهما تنوعت سبل الاتصال وتعددت وسائل التعاون وتزايدات عوامل التأثير فإن رابطة الإسلام لا يعدلها رابطة .. وأخوة الدين لا يماثلها أخوة ، ومشهد الحج العظيم ومنافعه المشهودة تجسد هذه الأخوة وتبرز معالم الوحدة الإسلامية في المظهر والمخبر وفي اللباس والشعائر .. وحدة الصف ووحدة هدف .. شعار التوحيد لفظًا وعقيدة تهليلًا وتكبيرا وتلبيةً وتنزيها : لبيك اللهم لبيك . لبيك لا شريك لك لبيك .
معاشر الحجيج : والحديث عن مظاهر الوحدة وعن الشعائر والمشاعر التي ترسخ هذه الرابطة وتؤكد هذه الأخوة حديثٌ ذو شجون وخبرٌ ذو شعب ، والمسلمون من جميع أنحاء الدنيا حين يتوجهون إلى هذه الديار المقدسة يتمثلون وحدتهم الجامعة ويتطلعون إلى العمل الصالح وإلى ذكر الله وشكره وحسن عبادته .. يجسدون أخوتهم الإيمانية ويتناسون خلافاتهم ، بل يتركون اهتماماتهم في شئون دنياهم وراءهم ليتفرغوا للعبادة ويستغلوا ثمين أوقاتهم لتحصيل فضل هذه البقاع المقدسة وبركات الحرمين الشريفين .
معاشر الأخوة .. ومن التزام أخوة الدين وتأكيد رابطة الإسلام : إبعاد الحج عن أي مشوِّشٍ على مظهر الوحدة ومعكِّرٍ على الغايات السامية من ذكر الله والتزود من البر والتقوى : ...لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ(28 سورة الحج) :... وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ (197 سورة البقرة). .ومن حق أخوة الإسلام اجتناب أي صورة من صور الفوضى والبلبلة تحت أي دعوى واستنكار أي محاولات للتشويش والمهاترات .. إن أهل الإسلام عمومًا وحجاج بيت الله خصوصًا يعلمون أن القصد إلى هذا التشويش والبلبلة يقود إلى الانشقاق والفرقة بين المسلمين .. يؤذي الحجاج وهم يؤدون مناسكهم .
نعم ضيوف الرحمن .. لا يمكن أن يُحوَّل الحج إلى منابر سياسية تتصارع فيها الأفكار والأحزاب والطوائف والمذاهب وأنظمة الحكم ؛ مما يعني - بلا شكٍّ ولا ريب - الانحراف الخطير والانجراف المدمر عن أهداف الحج وغاياته : ... فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ ... (197 سورة البقرة)..
الحج والديار المقدسة ليست ميدانًا لنقل الخلافات وتصفية الخصومات .. إنها فوق الخلافات السياسية والعصبيات المذهبية ، إن الإقدام على مثل هذا يقود إلى الفتنة والعبث بأمن الحج والحجيج وشق لصف المسلمين وفتح لساحات الجدل العقيم .. لا يقول مسلمٌ بفصل الدين عن السياسة ولا بفصل الدين عن الدولة .. ولكن لا يجوز استغلال الدين ومواسم العبادة وتجمعات المسلمين في المشاعر المقدسة لأغراض مسيسة وصرف الأنظار عن معاناةٍ يعيشها من يعيشها ومشكلاتٍ واقع فيها صاحبها .. يجب إبعاد الفريضة المقدسة عن مثل هذه الأغراض ، إن الخوض في هذا والانشغال فيه إفسادٌ لمقاصد الحج الإيمانية وحرمانٌ لضيوف الرحمن من الأمن والأمان والتفرغ للعبادة واستشعار قدسية الزمان والمكان وافتعالٌ لقضايا خلافية تزيد من فرقة الأمة وتشرذمها .
أيها المسلمون حجاج بيت الله : أما البراءة من الشرك وأهله فهي عقيدة كل مسلم .. عقيدةٌ لا ترتبط بزمانٍ ولا مكان، بل هي عقيدةٌ ثابتةٌ راسخة في قلب كل مؤمن لا تغادره لحظة واحدة .. وهي عقيدة الولاء والبراء ، بل هي تحقيق معنى شهادة أن لا إله إلا الله ، وهي ملة الخليلين محمدٍ وإبراهيم - عليهما وعلى جميع أنبياء الله الصلاة والسلام - : وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ(26- 28 سورة الزخرف) .. وهي براءةٌ من جميع المشركين وليست براءةً انتقائيةً من دولةٍ أو جهة أو فئة ، وهي براءةٌ عند أهل الإسلام لا تتعارض مع تقديم البر والتعامل بالقسط المدلول عليه في قوله - عز شأنه -: لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ(8 سورة الممتحنة).. أما المسيرات والمظاهرات والحشود والتجمعات والنداءات من أجل ذلك فليست من دين الله من شيء ، ولم يقل به أحد من أهل العلم ولم يفعله أحدٌ من أهل الإسلام لا سلفًا ولا خلفا ؛ فهو ابتداع في الدين مما لم يأذن به الله .. والمسلمون يحجون طوال تاريخهم بشتى مذاهبهم وطوائفهم لم يتكلم أحدٌ منهم بمثل هذا .. فضلا عن أن يدعو إليه أو يمارسه ، واستغلال جمْع الحجيج وتجمعهم لمثل هذه الأغراض لا صلة له بالإسلام ، بل هو عبثٌ بمشاعر العبادة ومناسك الحج .
معاشر الأحبة ضيوف الرحمن : من أجل هذا كله فإن من ثوابت سياسة المملكة العربية السعودية - خادمة الحرمين الشريفين وحاميتهما وراعيتهما - من سياستها عدم السماح لأي جهةٍ بتعكير صفو الحج والعبث بأمن الحجيج ومحاولة شق الصف الإسلامي ؛ فهذا يمثل ركيزةً ثابتة في السياسة السعودية التي تولي أمن الحج الأهمية القصوى .. إنها لا يمكن أن تسمح بمثل هذا وهي المؤتمنة على ضيوف الرحمن وخدمتهم ورعايتهم وحمايتهم - بعون الله - .. وهي ملتزمةٌ كذلك ومسئولةٌ عن اتخاذ كل التدابير الحازمة الصارمة للمحافظة على أمن البلاد وأمن الناس - المواطن والمقيم والعاكف والباد - أمن البلاد وأمن المقدسات لا تسمح بأي عمل أو تصرف يكدر هذه الأجواء الإيمانية أو يضر بالمصالح العامة أو يمس احترام مشاعر المسلمين .
إن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وحكومته ورجال دولته وشعبه يبذلون الغالي والنفيس في خدمة الحرمين الشريفين وخدمة قاصدهما - حجاجًا وعمَّارًا وزوارا - قربةً إلى الله وشعورًا بالمسئولية .. برهان ذلك ما تقر به عين كل مسلم من الأعمال والخدمات والإنجازات مما يراه ضيوف الرحمن وكل قاصد إلى هذه الديار المقدسة ، ولسوف يرون المزيد والمزيد - إن شاء الله - فحمدًا لله وشكرا .. ففي ثوابت الدولة السعودية تسخير إمكاناتها المادية والبشرية ورسم الخطط والبرامج لإعمار الحرمين الشريفين وخدمتهما وخدمة قاصدهما وبذل كل سبيل من أجل راحتهم وأمنهم ، وهي تطلب من الجميع تقدير ذلك ، كما تطلب منهم التفرغ للعبادة واستغلال أوقاتهم - أياما وساعات ودقائق - لينالوا من فضل الحرمين الشريفين وبركاتهما لعل الله أن يتقبل منهم ويتجاوز عن سيئاتهم ويمنحهم قبولًا إلى يوم يلقونه ..
فالزموا - رحمكم الله - التعاون والتآلف والتعارف والتراحم ، وأدوا الفريضة على وجهها ، وعظموا شعائر الله وحرماته : ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ... (30 سورة الحج)ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ(32 سورة الحج).
ألا فاتقوا الله - رحمكم الله - وهنيئا لكم بلوغكم بيته العتيق ومسجد رسوله - صلى الله عليه وسلم - وتقبل الله منا ومنكم ، وجعل حجكم مبرورا وسعيكم مشكورا وذنبكم مغفورا .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ (197 سورة البقرة)
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبهدي محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئة ؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية :
الحمد لله .. الحمد لله الصادق في قيله الهادي إلى سبيله ، أحمده - سبحانه - وأشكره على وافر إنعامه وجزيله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من عرف الحق بدليله ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله .. خيارٌ من خيار .. أكرم بشفيعنا وإمامنا حبيب الرحمن وخليله .. صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه .. صحبوا المصطفى في وحيه وتنزيله ، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ، وسلم تسليماً كثيراً ..
أما بعد : فأوصيكم حجاج بيت الله ونفسي بتقوى الله .. وأوصيكم بالإقبال على حجكم ومناسككم بقلوبٍ مثبتةٍ وأفئدةٍ خاشعة ؛ التزموا آداب الإسلام وآداب المشاعر والشعائر .. عظِّموا حرمة الله وعظموا الأماكن الطاهرة المقدسة .. قدروا ما يقدم من خدماتٍ ورعايةٍ وعناية ؛ فذلك كله من أجل راحة ضيوف الرحمن وأمنهم والتهيئة لأداء المناسك والعبادة بيسرٍ وطمأنينةٍ وسهولة ، واحذروا - رحمكم الله – ما يفسد النُّسُك أو يُنقِص الثواب أو يُذهِب بالأجر .. احذروا الإلحاد في الحرم ؛ فكل مخالفةٍ أو أذى أو شغب ينال المؤمنين أو يمس المتعبدين فهو إلحاد ، وقد قال - عز شأنه – :.... وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ(25 سورة الحج) .. وقد رأيتم – حفظكم الله – رأيتم أن فئةً ضالة وشرذمةً معتدية حاولت النيل من أهل حرم الله في الاعتداء على ديارهم فردّهم الله على أعقابهم خاسرين خاسئين بفضل الله ونعمته وحفظه وتوفيقه لقيادة هذه البلاد في قوتها وعزمها وحكمتها وعدلها ، وتم – بحمد الله - رد المعتدي ودحره ..
والمملكة - بفضل الله وعونه - لديها من القوة والقدرة ما تردع به المتطاولين وما تحفظ به أمنها وحماية مقدساتها وشعبها والمقيمين على أراضيها وقاصدي الحرمين الشريفين ، وهي لا تتوانى أو تتردد في رد العدوان وحماية المقدسات بحزمٍ وقوة وحكمة.. فحيَّا الله جنودنا ورجالنا إخواننا وأبناءنا ؛ فهم - بعد الله - الدرع المنيع والسد المنيع والسياج الرفيع ضد سهام الغدر وقوى الظلم .. ذوو عزم شداد وهمم عالية وقوة ضاربة ؛ فحفظهم الله وبارك فيهم وسدد رميهم ، وجعل ما قدموه جهاداً في سبيله وابتغاء رضوانه .. على أنكم تعلمون أن منهج هذه البلاد يقوم على حب الخير وبذل العون والعدل مع المخالف مع عفة اللسان وترفُّعٍ عن سفاسف الأمور وتجنُّبٍ عن المهاترات والمزايدات .
فالحمد لله على نعمه والشكر على آلائه ، وتقبل الله منا ومنكم ، وأعز الله الإسلام وأهله ، ورد عنا كيد الكائدين ومكر الماكرين إنه سميع مجيب .
هذا ، وصلُّوا وسلِّموا على الرحمة المهداه والنعمة المسداة نبيكم محمدٍ رسول الله ؛ فقد أمركم بذلك ربكم فقال - عز قائلًا عليمًا - : إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً(56 سورة الأحزاب) .. اللهم صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ على عبدك ورسولك سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أزواجه أمهات المؤمنين ، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين والأئمة المهديين - أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعلي - وعن الصحابة أجمعين ، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وعنا معهم بفضلك وإحسانك ياأكرم الأكرمين .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين . اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ، واحمِ حوزة الدين ، وانصر عبادك المؤمنين .. اللهم آمِنَّا في أوطانِنا ، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يارب العالمين .
اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا بتوفيقك ، وأيده بتأييدك ، وأعزه بطاعتك ، وانصر به دينك ، وأعل به كلمتك ، واجعله نصرةً للإسلام والمسلمين .. اللهم وفقه ونائبيه وإخوانه وأعوانه إلى ما تحب وترضى ، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى ، اللهم وارزقه البطانة الصالحة التي تدله على الخير وتعينه عليه ، اللهم وفِّق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك وبسنة نبيك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - واجعلهم رحمةً لرعاياهم ، واجمع كلمتهم على الحق والهدى يارب العالمين .
اللهم من أرادنا وأراد ديننا وديارنا وأمننا وأمتنا واجتماع كلمتنا بسوءٍ اللهم فأشغله بنفسه . اللهم فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميرا عليه يارب العالمين ، اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم .
اللهم احفظ جنودنا وقواتنا ، وقوِّ عزائهم ، واربِطْ على قلوبهم ، وسدِّدْ رميهم وأَحكِمْ أمرهم ، واحفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم واحفظهم أن يؤتوا من تحتهم .. اللهم من اخترت منهم بجوارك فأنزله منازل الشهداء ومرافقة الأنبياء ومقام السعداء برحمتك ياأرحم الراحمين .
اللهم وأبرم لأهل الإسلام أمر رشد يُعزُّ فيه أهل الطاعة ويُهدى فيه أهل المعصية ويُؤمر فيه بالمعروف ويُنهَى فيه عن المنكر إنك على كل شيء قدير .
اللهم اكتبنا في ديوان السعداء . اللهم اكتبنا في ديوان السعداء ، وأعذنا من حال أهل الشقاء ، واغفر لهم ولنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنَّا وما أنت أعلم به منا ، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين .
اللهم أغثنا . اللهم أغثنا . اللهم أغثنا . اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرارا ، واجعل ما أنزلته قوة لنا على طاعتك وبلاغا إلى حين .. على الله توكلنا .. ربنا لا تجعلنا فتنةً للقوم الظالمين .
ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكون من الخاسرين .. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب .
عباد الله : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون .. فاذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ، ولذكر الله أكبر ، والله يعلم ما تصنعون .
للاستماع
خطبة الجمعة من المسجد النبوي
25-11-1430 هـ
القاها فضيله الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ
عنوانها الحج
الخطبة الأولى :
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته .. وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله أفضل أنبيائه ورسله ، اللهم صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ عليه وعلى آله وأصحابه .
أما بعد .. فياأيها المسلمون أوصيكم ونفسي بتقوى الله - جل وعلا - فإن خير الزاد التقوى .
عباد الله .. يعيش المسلمون مواسم عظيمةً وأشهراً جليلة ألا وهي أشهر الحج .. الحج الذي فرضه الله – جل وعلا - على عباده ليرفع لهم به الدرجات ويكفر به السيئات ..وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ..آل عمران 97 .. فاللهَ الله أيها المسلمون .. التزموا في هذه الفريضة المنهج الشرعي تغنموا بعظيم الأجر ، وسيروا على الهدي النبوي تفوزوا برضا الرب .. قال - صلى الله عليه وسلم - : " خذوا عني مناسككم " .
إخوة الإسلام .. إن الحج يحمل معاني سامية وغاياتٍ عظيمة ومقاصد كبيرةً يرجع أصلها إلى أن يحقق العباد عبادة رب العباد ؛ فيوحدوه - سبحانه - ويفردوه بالعبادة دون من سواه ، ويحققوا في هذا الحج غاية الحب له - سبحانه - وكمال الذل له - عز شأنه - :وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً..الحج 26 ، ورسولنا - صلى الله عليه وسلم - يقول : " خيرُ الدعاءِ دعاءُ يوم عرفةَ ، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير " رواه الترمذي ، وسنده صحيح .
في الحج - عباد الله - يلهج العبد بشعار التوحيد : " لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك " ..تلبيةٌ يتيقن معها المسلم من أعماق قلبه أن التعلق بغير الله هباء ، وأن الالتجاء إلى غيره ضلالٌ وسدى ، إنها تلبية العبد الذي لا يلجأ في قضاء الحاجات وتفريج الكربات إلا إلى الخالق الذي بيده وحده أزِمَّةُ الأمور ،تصريف الدهور وتقليب الأمور .
إنها تلبية ممن يعلن التوحيد ظاهراً وباطناً .. قولاً وفعلاً .. تطبيقاً وسلوكاً ، تلبيةُ من يعلم أنه - سبحانه - هو وحده كاشفُ كلِّ بلاء ودافع كل بأساء ؛ فلا يلجأ حينئذٍ في قضاء المآرب إلا إلى رب المشارق والمغارب ، ولا يسأل بذل المواهب والأمن من المعاطب إلا للخالق الذي ذلت لعظمته الشدائد الصلائب ، إنها تلبية المسلم المرتبط بعقيدته ارتباطاً وثيقا ، المتصل بها اتصالاً محكماً دقيقا ، عقيدةٌ تتجلى في كل أمر من أموره وفي كل حال من أحواله .. في سرائه وضرائه .. في شدته ورخائه ؛ فحياته كلها لله - جل وعلا - لا شريك له ، لا يسأل إلا الله - جل وعلا - ولا يستعين ولا يستغيث إلا به وحده ؛ فلا معوَّل للعبد في قضاء الحاجات وتفريج الكربات وتحقيق المنافع ودفع المضار إلا عليه وحده - سبحانه - :قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَالأنعام 162 – 163 ، وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ ..يونس 107 .
إخوة الإسلام ، ومن هنا فإن مما يصادم حقيقةَ هذه التلبية ويضادُّ مقاصدها أن يُدعَى غيرُ الله - جل وعلا - أو أن يتضرع بالعبادة والتذلل لغيره - سبحانه - :وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداًالجن 18 ..
فصاحب التوحيد لا يستغيث بأهل القبور من الأنبياء والأولياء والصالحين في الشدائد ولا في الكروب .. الموحِّد لا يطوف بغير البيت العتيق ولا يتمسح ولا يتبرك بغير الركنين اليمانيين استجابة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - بل إن المسلم يطوف بالكعبة مردداً شعارَ التوحيد للخالق - سبحانه - : اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك ووفاء بعهدك (والوفاء بالعهد هو الوفاء بالتوحيد لله - جل وعلا – ) واتباعًا لسنة نبيك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم . المسلم صاحب هذه التلبية لا يفتَتنُ بتمائمَ ولا حروزٍ بدعوى أنها تدفع الشر وتجلب الخير ، بل قلبه معتمِدٌ على الله - جل وعلا - متعلقٌ به وحده .. " رأى النبي - صلى الله عليه وسلم (وهو إمامُ التوحيدِ) رأى رجلاً في يده حلقة من صُفر ، فقال : ما هذا ؟ قال : إنها من الواهنة ، قال : انزعها ؛ فإنها لا تزيدك إلا وهنا ، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبداً " رواه أحمد بسند لا بأس به ، وفي حديثٍ آخر : " من تعلَّق تميمةً فقد أشرك " ، وهو حديث صححه الحاكم ووافقه الذهبي .. صاحب التوحيد .. صاحب هذه التلبية العظيمة لا يتوجه إلى مشعوذ ولا يتعلق بعرَّاف ولا كاهن استجابة لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : " من أتى عرافاً أو كاهناً فصدَّقه بما يقول فقد كفر بما أُنزِل على محمدٍ - صلى الله عليه وسلم- " حديث سنده صحيح .
إخوة الإيمان .. من أعظم مقاصد الحج : تحقيق الأخوة الإيمانية واللحمة الإسلامية .. تلكم الأخوة التي تجمع أهل الإسلام على تباعد الأقطار واختلاف الأمصار :إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ..الحجرات 10 ..
ورسولنا - صلى الله عليه وسلم - يقول : " المؤمنُ للمؤمن كالبنيانِ يشدُّ بعضه بعضاً ، وشبك بين أصابعه " متفق عليه .. إنه الحج الذي يعيش فيه المسلم متحلياً بالأخلاق القرآنية والآداب النبوية ، الحج الذي يصور فيه المسلم على أرض الواقع السجايا الحميدة والشمائل النبيلة والمثل العالية استجابةً لقوله - جل وعلا - :وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ ..التوبة 71 ، واستجابة لقوله - صلى الله عليه وسلم - : " مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثلِ الجسدِ الواحد ، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسد بالسَّهر والحُمَّى " متفق عليه.
ألا فليكنِ الحجُّ مدرسةً لتحقيق هذا الأصل الذي تضمحل معه فوارق الأجناس والألوان وتتوارى من خلاله التميزات العِرقية .. وتموت معه أو بسببه العصبيات القومية التي لا اعتبار لها في الإسلام ؛ فتجتمع حينئذٍ القلوب على عقيدة الإيمان ، وتلتقي الأبدان على شعائر الإسلام دون نظرٍ إلى مصالحَ شخصيةٍ ولا روابطَ ماديةٍ ولا مطامعَ ذاتية ، بل يعيش المسلمون في هذه المشاعر متآخين متحابين مجتمعين متوادِّين .. يتشاطرون الأفراح والأتراح .. فعيشوا أيها الحجيج كما أمركم الله - جل وعلا - حجاً تفيض فيه ظلال المحبة والسلام والتعاون والوئام .. يُنعم عليكم ربُّكم بالرحمة والعفو والغفران : ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌالبقرة 199 .
معاشر المسلمين .. إن الله - جل وعلا - قد جعل بيته العظيم حرماً آمناً ومكانًا مباركًا يأمن فيه الإنسان ويطمئن فيه الحيوان ؛ فالحج يقوم على مبدأ الأمن والسلام ، ومن دخله كان آمناً : وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً ..البقرة 125 ؛ فهو محل أمان ودار سلام وواحة اطمئنان .. شمل الطير في الهوا والصيد في الماء والنبات في الفلا : أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ..العنكبوت 67 ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ..المائدة 95 .. ورسولنا - صلى الله عليه وسلم - يقول فيما أخرجه الشيخان : " إن هذا البلد حرَّمه الله يوم خلق السموات والأرض ؛ فهو حرامٌ بحرمة الله إلى يوم القيامة ، وأنه لم يُحل فيه القتال لأحدٍ قبلي ، ولم يحل إلا ساعة من نهار ؛ فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة .. لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده ولا يلتقط لقطته إلا لمن عرفها ولا يختلى خلاه " .. فالحذر الحذر أن يُراد فيه بالسوء وأن يُقصد فيه بالأذية ؛ فالله - جل وعلا - يقول في حق الهم والإرادة السيئة : .. وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ(الحج 25) .. روي عن عمر - رضي الله عنه - أنه قال : ( لَأنْ أخطئ سبعين خطيئةً برُكبة – اسم موضع بالحجاز – أحب إلي من أخطئ خطيئةً واحدةً في الحرم ) ، ويروى عنه أنه قال : ( لو وجدت فيه قاتل أبي ما مسَّته يدي ) ..
ألا وإن أعظم واجبات الشريعة في الحج وغيره البعد عن أذية المسلمين أو الإضرار بهم ، ويعظم الإثم ويزداد الجرم إذا كان في أشهر الحج وفي بيت الله الحرام وفي مواطن الشعائر أو في مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. قال النبي - صلى الله عليه وسلم - موصياً أمته بالمحافظة على الأمن بشتى أنواعه وكافة صوره : " إذا مرَّ أحدكم في مسجدنا أو في أسواقنا ومعه نَبْلٌ فليمسك على نصالها .. أو قال : فليقبض بكفه أن يصيب أحدًا من المسلمين منها بشيء " رواه البخاري .. فاحذر أخي المسلم من أذية ضيوف الرحمن ، وابتعد عن الإضرار بهم بقولٍ أو فعلٍ في بدنٍ أو مالٍ أو عِرضٍ ؛ فالله - جل وعلا – يقول : وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناًالأحزاب 58 .
بارك الله لي ولكم في القرآن وفي سنة سيد ولد عدنان - عليه أفضل الصلاة والسلام - أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب ؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية :
الحمد لله ولي الصالحين ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له رب العالمين ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله أفضل الأنبياء والمرسلين ، اللهم صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ عليه وعلى آلهِ وأصحابه أجمعين .
أما بعد .. فياأيها المسلمين أوصيكم ونفسي بتقوى الله - جل وعلا - فهي وصية الله اللازمة للأولين والآخرين .
أيها المسلمون .. ليحرص المسلم على أن يكون حجه حجاً مبروراً محققاً الإخلاص لرب العالمين ومطبقاً في حجه سنة سيد الأنبياء والمرسلين - عليه أفضل الصلاة والتسليم - مبتعداً عن الفسوق والعصيان .. مجتنباً المراء والجدل والخصام .. قال - صلى الله عليه وسلم - : " الحجُّ المبرورُ ليس له جزاءٌ إلا الجنة " ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : " من حجَّ فلم يرفُث ولم يفسُق رجع كيوم ولدته أمه " متفق عليهما .
ثم إن الله – جل وعلا - أمرنا بأمرٍ عظيم .. ألا وهو الصلاة والسلام على النبي الكريم : اللهم صلِّ وسلِّمْ وبارك على سيدنا ونبينا محمد ، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين - أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعلي - وعن الآل وسائر الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، اللهم أذل الشرك والمشركين .
اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين . اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين . اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين ، اللهم أغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات ، ..رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِالبقرة 201 .
اللهم احفظ المسلمين في كل مكان . اللهم احفظ المسلمين في كل مكان .
اللهم احفظ الحجاج والمعتمرين . اللهم احفظ الحجاج والمعتمرين . اللهم احفظ الحجاج والمعتمرين ، اللهم ردهم إلى ديارهم سالمين غانمين . اللهم ردهم إلى بلادهم سالمين غانمين ، اللهم من أرادهم بسوءٍ فأشغله في نفسه . اللهم من أرادهم بسوءٍ فأشغله في نفسه .
اللهم احفظ بلاد الحرمين . اللهم احفظ بلاد الحرمين ، اللهم احفظها من كل سوءٍ ومكروه . اللهم احفظها من كل سوءٍ ومكروه . اللهم احفظها من كل سوءٍ ومكروهٍ يارب العالمين .
اللهم احفظ جميع بلاد المسلمين . اللهم احفظ جميع بلاد المسلمين ، اللهم وعم بالرخاء والسخاء بلاد المسلمين .
اللهم ارحم عبادك المؤمنين ، اللهم فرج همومهم . اللهم فرِّج همومهم ، اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين ، اللهم ارفع السوء عن المسلمين ، اللهم ارفع ما نزل من الأمراض عن المسلمين . اللهم ارفع ما نزل من الأمراض عن المسلمين . اللهم ارفع ما نزل من الأمراض والبلاء عن المسلمين ياذا الجلال والإكرام .
اللهم وفّق خادم الحرمين لما تحب وترضى ، اللهم وفقه لخدمة الإسلام والمسلمين ، اللهم وفق جميع ولاة أمور المسلمين لما فيه خير رعاياهم ، اللهم وفقهم لتطبيق شرعك . اللهم وفقهم لتطبيق شرعك ، اللهم وفقهم لتطبيق شرعك وتحقيق سنة نبيك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - .
اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرارا ، اللهم ياغني ياحميد أغثنا ، اللهم اسقنا . اللهم اسقنا . اللهم اسقنا ، اللهم أنزل علينا المطر . اللهم أنزل علينا المطر . اللهم أنزل علينا المطر ياغني ياحميد ، اللهم إنك أنت الغني الحميد فأغث ديار المسلمين . اللهم أغث ديار المسلمين . اللهم أغث ديار المسلمين ياذا الجلال والإكرام .