ابراهيم الشملان
@abuasaac981
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها القارئ الكريم ,, قذف الله في قلبك السعادة , وجمّله بحبه والايمان به , إني لأكره أن أذكر كلمة ( م رض ) في مقالاتي ولكني أجبرت على كتابتها لأجل التوضيح , وإن من بين الأمراض الشائعة هو مرض ( المظاهر ) حيث يفني المرء عمره لأجلها مع أن الكفاية بالقليل تغني عن الكثير المستفيض , ولا تقولوا أن هذا المرض حديث الولادة بل قد درست بعض جوانبه فوجدته قد ولد منذ ان جحد الناس الرسالات وقد مررت بآية في سورة الاسراء وهي :
( وقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا - أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا )
وما زالوا يطلبون من الرسل الاشياء الظاهرة فقط حتى اعتدوا وطلبوا ملائكة ومنهم من طلب ان يرى الله جهرة ..
وبذكر الاية آنفا علمنا أن الناس يهمها المظهر قبل السر والمخبر فمرة أرادوا رسلا لا تخالط العامة ولا تمشي في الاسواق ومرة أخرى رسلا لا تأكل الطعام وهكذا كانت أفكارهم فكرة تتلوا أختها .
إن التركيز على المظهر مرض يمنع صاحبه من الربح بالفائدة وإننا لا نعلم ما تحمله تلك الارواح من فضل وعلم وفائدة وربح ... نعم دعوني اتكلم عن الربح والفائدة لأننا في عصر لا يفهم فيه الناس الا هذه اللغة , إلا من رحمه الله فزهد في دنياه .
نعم إنه مفهوم الربح ونحن جميعا نعلم قصة الرجل الاشعث والأغبر الذي لو أقسم على الله لأبره فإن دعوته مستجابة رغم مظهر الفقر الذي لا يعجب أحدا , لقد أخذت على نفسي بعد هذا الحديث أنني كلما رأيت أمثال هؤلاء أجالسهم وأتحدث معهم وأطلب منهم الدعاء لي , لأنها غنيمة خفية لا يدركها إلا قليل , ثم إن الفوائد لا تنقضي فكم منكم من جلس إلى جانبه رجل بمظهر عادي جدا ولم يهتم به فلما ذهب ورحل قيل له هذا فلا صاحب شركة كذا وكذا وكنت بحاجة إلى عمل ووظيفة , أنا لا أتحدث عن هذا بمنظور الفائدة فقط , لكننا دائما نتطلع لمعرفة المميزين من الناس وكثير من هؤلاء المميزون لا يظهرون بمظهر يعرفون به بل ربما أكثرهم يحب المظهر العادي , فيا أيها الأفاضل لا تحكموا على الناس بمظاهرهم فربما يحملون من العلم الكثير , ومن الزهد ما لا تحمله أنت بمظهرك , وأنا على يقين أن كل واحد منكم مرّ بقصص كثيرة تؤيد كلامي السابق .
ثقافة الاحترام :
لابد لك أيها الحبيب أن تتعلم ثقافة الاحترام ولا تغرّك المظاهر فقط ولا تحتقر أحدا لردائه أو سيارته القديمة أو حتى نعله فإنما علّما الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هذه الثقافة ( ثقافة احترام الاخرين ) وتقدير شخوصهم وأن نعطي كل واحد منهم حقه فيما يعلمه , حتى أشار إلى صدره الشريف وقال ( التقوى هاهنا ) وليس كل من لبس الحرير وتزين بالذهب هو الكريم فقد مات قارون وهو غني فلم تغن عنه أمواله عندما فقد ثقافة الاحترام وشكر النعمة , بل اعتدى فكانت العاقبة أن سكن جوف الارض فكان ذلا إلى ذل .
وقد قيل :
وإذا بحثت عن التـّـقـيّ وجدتـه *** رجلاً يُصدّق قوله بـِـفِـعـالِ
وإذا اتّــقـى اللهَ امـرؤٌ وأطاعـه *** فـيَـداه بين مكـارمٍ ومَعـالِ
وعلى التَّقـيِّ إذا ترسّـخ في التُّـقى *** تاجـان : تاج سكينة وجمـال
وإذا تناسبت الرجــال فمـــا أرى *** نسباً يكون كصالح الأعمــال
اللهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا
منقووول