نداء من أهل القرى
يا طلاب العلم أين أنتم ؟ هل غرتكم الحياة الدنيا ؟ أين أنتم عنا ؟ إننا بحاجة إليكم لقد تعلمتم الكثير فلماذا لا تبلغون العلم ؟ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم ( بلغوا عني ولو آية ) لماذا لا تعلموننا مما علمكم الله ؟
هل يصعب عليكم زيارة القرى والمحافظات البعيدة ؟ أين التضحية والهمة ؟ إن النصارى يعملون وأنتم لا تعملون , لا تريدون إلا مكاناً مكيفاً وجميلاً وقريباً فمن لنا ؟ والله إن منا من يموت وهو لا يعرف يصلي ومنا من يجهل أبسط مسائل الطهارة ومنا من لم يسمع موعظة تنفعه وتذكره بربه فأين أنتم ؟
الواحد منكم إذا ( توظف عندنا وجاء تعيينه في القرى ) بدأ يبحث عن ( الواسطة ) لعل هناك من يفك عنه كربته ويخرجه من هذه القرية القديمة عجباً لكم أهكذا كان الصحابة الذين هجروا بلادهم لكي يبلغوا الدين وأنتم يستلم الواحد منكم راتباً مناسبا ولا يضحي من أجل دينه ؟ عجباً لكم .. المنصّرين يذهبون للغابات والصحاري لكي ينصّروا المسلمين وأنتم تنامون بين أحضان ( النعيم ) , عجباً لكم تدعون العلم ولا علم تدعون الحب للدين ولا حب تزعمون أنكم تحملون همّ الإسلام ولاهم , كلامكم كثير وعملكم قليل أنتم كثير فماذا قدمتم لدين الله ؟ من السهل أن تدعو إلى الله في بيتك وعملك لأن الهواء نقي والمكان قريب والزوجة بجانبك وأطفالك حولك أما أن ترحل أيام وأسابيع إلى قرية بعيدة قد تنفق مئات الريالات من أجل الوصول لها فهذا لا تستطيع , تسافر للسياحة ولا تسافر لتبليغ دين الله , عجباً لكم يا طلاب العلم لم لا تنصرون دين الله والله يقول (كونوا أنصار الله ) ؟لقد رحل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف على قدميه ونحن نقول تعال إلينا بالسيارة أو بالطائرة , عجبا لكم هل تربيتم على الكسل والذل أهكذا تعلمتم من أساتذتكم ؟
كم عددكم ؟ ولكن فيكم من هو غثاء كغثاء السيل منكم من عشق الوسادة وآخر طاب له العيش بين الأجواء الجميلة فهو لا يستطيع البعد عن المساكن والدنيا وآخر تزوج فتوقف عن الدعوة وآخر فتح محل تجاري وهجر العلم وآخر بدأ في السياحة والسفر وآخر من النوع ( الناعم ) لا يصبر على شدة الحر وآخر من النوع ( الحساس ) لا يقوى على الغبار وآخر ترفض زوجته أن يذهب فيطيعها وآخر يزعم أنه بار بوالديه فلا يذهب ولكن لو كان له انتداب ويأخذ من وراءه (راتب) لذهب .
أرجو أن لا تغضب من الصراحة يا ترى هل سبق وأن علمت جاهل أو ألقيت كلمة أو شاركت بتوزيع كتاب أو مطوية ؟ يا ترى هل جربت الذهاب للدعوة خارج بلدك وبعيدا عن مدينتك نحن أهل القرى نناديك وسوف نكرمك ونذبح لك ونرحب بك ولكن متى ستأتي لنا نحن بانتظارك .
بقلم الشيخ : سلطان العمري
ياله من دين