الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الإختلاط ... حديث الساعة وفاكهة المجالس وأبرز عناوين الصحف.
الإختلاط أضحى ميزان معنا أو علينا ورمز من رموز هذا التيار وذاك
كنت في مجلس أحد الأخوة وحضر رجلٌ المجلس ورأيت له توقير واحترام من الحضور فسألت عنه فقالوا هذا الدكتور فلان دكتور في الحديث في إحدى الجامعات.
فسنحت لي الفرصة وسألته عن موضوع الاختلاط وقلت له يا دكتور ماهي مشكلة الإختلاط (بالعربي الفصيح) هل هو:
1- تشدد تيار ديني .
2- اختلاف مفاهيم .
3- ناسخ ومنسوخ.
4- خاص وعام.
5- شبهة ليبرالية.
فأجاب علي بوضوح بسيط بعد أن تبسم وقال ( معنى كلامه) أن الموضوع فيه جرأة لأهل الباطل منذ حادثة الشيخ الدكتور سعد الشثري.
وتكمن أكبر مشكلة في تلبيس أهل الباطل وغيرهم في نقطتين أساسية وهي :
أ- أن هناك أحاديث قبل وبعد فرض الحجاب وتداخل معنا أحد الأخوة (هذا الأخ كان الدكتور أحمد قاسم الغامدي رئيسه في العمل) بقوله : وهذا ما بينه الدكتور النجيمي في حواره مع الدكتور أحمد قاسم الغامدي (صاحب آخر مشروع في الاختلاط) حيث قال له أخشى أن يكون خلطك في أحاديث قبل وبعد الحجاب تخلط في أحاديث الخمر قبل وبعد التحريم وتحلل الخمر وبعد مرور أربعة دقائق تصدق نبؤة الدكتور النجيمي حيث استدل بحديث (لا أذكر نصه) فيه أنها كانت تسقيهم الخمر فهل معنى ذلك أن الخمر جائز.
ب- وهناك أحاديث مثل حديث التي كانت تفلّي رأس النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال بعض المحققين : إن أم حرام بنت ملحان-رضي الله عنها- كانت بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محرمية ، وذلك من جهة عبد الله والد النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث كان يرضع في بني النجار فكانت بين أم حرام وعبد الله والد النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرابة مؤثرة قالوا : وإلا فلا يعقل أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخـتلي بها ويمكنها من رأسه تفليه ، لا يمكن أن يكون ذلك إلا بمحرمية وهذا يدل على جهلٍ أو سوء نية لدى المستدل بذلك على جواز الاختلاط.
جـ- مفهوم الاختلاط :
ويجب هنا التفرقة بين الاختلاط المنظم والغير منظم
فالاختلاط الغير منظم هو الاختلاط العابر الذي لا بد منه في مثل المرور في الشارع أو السوق أو غير ذلك وأما الاختلاط المنظم وهو الذي عليه الفتوى بعدم الجواز فهو ما تكون فيه خلطة واستلطاف وألفة وجمع بينه الجنسين بقصد كمقاعد الدراسة أو العمل في المستشفيات أو غير ذلك.
وعدم القياس على وضع الطواف اليوم بجواز الاختلاط فوضع الطواف كما ثبت في حديث عائشة وكذلك أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بأن ينصرف النساء قبل الرجال وكذلك أمره للنساء بالتزام أطراف وجوانب الطريق ولا يزاحمن الرجال في نصف الطريق. انتهى
وليعلم المسلم أن الله تعالى يقول (منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون ءامنا به كل من عند ربنا )
فيجب أن يسلم أموره كلها لله ، وعلينا أن نظن بعلمائنا خيرا فمهما يبين أهل الباطل من أمور تظن معها أنهم فعلا على حق وأن علماءنا على خطأ وبالجلوس مع أهل العلم الربانيين يتضح لك عكس ذلك وصدق الحق تبارك وتعالى (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين)
لذلك في البحث عن مسائل معينة يجب النظر في نصوصها من الكتاب والسنة والأدلة الشرعية وما يتصل بها ومقصد الشريعة ووقت النص قبل تحريم أو بعده أو ناسخ ومنسوخ وخاص وعام والجمع بين الأدلة وليس مجرد النص كما يصنع أهل الأهواء بمقتضى أهوائهم دون النظر فيما يرتبط به.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين