السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كرم صفر مبارك
امرأة سوداء ...
لم تجد من الجهد والطاقة لخدمة دينها ومجتمعها – وهي الضعيفة العجوز - إلا أن تقم ( تكنس ) المسجد وجدت أنه يساوي عندها أعظم الأعمال وأشرفها فهي لا تملك المال والثروة ولا تملك المنصب والمكانة ولا تملك الصحة والفتوة امتلكت مكنسة صغيرة بدائية مصنوعة من سعف النخيل أو غير ذلك ...
اعتبرت المرأة هذه المكنسة هي الطريق إلى رضا الله والطريق إلى الجنة
وسيلة قد يراها الناس تافهة
وعمل يراه الآخرون حقيراً ..
ولكنه عند هذه المرأة تساوي أعمال الدنيا كلها ..
تساوي الندوات المسجلة واللقاءات المطولة والمحاضرات المجلجلة قيمة عملها هذا عندها ..
تساوي قيمة شهادات الدكتوراه والماجستير والليسانس وأختها البكالوريوس بل وأكثر ..
لم يكن يدور في مخيلة هذه المرأة ولا في فكرها أنها ستكون بعملها هذا محط أنظار سيد ولد آدم وخاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وأن قصتها وقصة مكنستها يخلد ذكرهما إلى يوم القيامة ..
إنها أغلى وأشرف مكنسة في التاريخ
بل لم تدخل التاريخ مكنسة قبلها ولا بعدها فأي عظيم مكانة أن يسأل عنك الرسول صلى الله عليه وسلم ويهتم لأمرك وأي عظيم شرف أن يصلي عليك الرسول صلى الله عليه وسلم ويدعو لك وأي عظيم تكريم أن تلقى التكريم من سيد الأنبياء والمرسلين تكريم لا يضاهيه تكريم وشرف لا يقابله شرف إنها صلوات ودعوات من خير البريات في حق امرأة سوداء لا تملك من الدنيا إلا مكنستها وحصيرتها ...