كيف أنصف الإسلام المرأة
انصاف الإسلام للمرأة هو عملية بعث واحياء لها ، لكي تنعم بالحياة ، وتنعش روحها ، وتتنفس الهواء الطلق ، وتتمتع بالدفء والجمال من حولها ، وتسهم في بث الدفء ونشر الجمال حولها وتعانق بأشواقها مواكب الحياة 0
*فأين كانت في الجاهلية ، وكيف كانت في الإسلام
كانت ترسف في أغلال المهانة والاستعباد0 تورث ولا ثرت ،يزوجها أهلها ، دون أن تعلم من الذي ستتزوج0
تعيش كالأمة لا رأي لها ولا حقوق 0 ينظر إليها الرجل على أنها مخلوقة لأمتاعه ليس إلا 0
هذا إذا كتبت لها الحياة 0 فقد كانت بعض القبائل تئد الطفلة ، خوفآ من العار ، وكان الرجل يسود وجهه من الخزي إذا علم أن امرأته وضعت أنثى......
ومع البعث الذي أيقظ به الإسلام الإنسانية الغافية في أحضان الجاهلية ، والبشرية التائهة في ضباب الوثنية ، حظيت المرأة بأوفى نصيب من الحقوق والمزايا والمنح 0 وانزاح عنها ركام الذل والهوان ، فخرجت لتشارك بجهدها في مسيرة الحياة ولاحياء0
كما أنصف الإسلام المرأة انصافآ بعيد المدى جعلها فيما بعد وزيرة ومديرة وأستاذة في الجامعة وصاحبة قلم وبيان0
ولم يكن أنصاف المرأة مجرد تشريعات جاء بها الإسلام وانما جسد النبي صلى الله عليه وسلم هذه التشريعات في سلوكه الكريم ... فقد كان في بيته زوجآ مثاليآ ، ووالدآ عطوفآ ، ورب أسرة رحيمآ ،وأعلى مثال للمعاملة الطيبة والعشرة الحسنة...
وصفته السيدة عائشة رضي الله عنهما بأنه كان إذا خلا بنسائه ألين الناس ، وأكرم الناس ، ضحاكآ بسامآ ، وكان يقيم بيته ، ويرفو ثوبه ، ويخصف نعله ، ويحلب شاته...
وكان حبه لبناته يفوق كل تصور...إذا رأى فاطمة مقبلة يتهلل وجهة ، ثم يقوم من مجلسه ، ويستقبلها بقبلاته وحنانه ، ويجلسها بجانبه0
وكان يحمل أمامة بنت زينب ، وهي طفلة ، أثناء صلاته 0 فإذا سجد وضعها وإذا قام رفعها0
وكان يحث الآباء على إكرام بناتهم ، لأن إكرام البنت طريق يؤدي إلى الجنة0 فهو القائل في حديثه الشريف : من كانت له أنثى ، فلم يئدها ، ولم يهنها ، ولم يؤثر ولده عليها أدخله الله تعالى الجنة 0
هذا الحديث يحمل ثلاث أمور :
الأول : عدم وأد البنت0
الثاني : عدم اهانتها0
الثالث : عدم تفضيل الولد عليها0
لأن تفضيل الولد على البنت عادة من عادات من النفوس ، ويحل محلها قيم الإسلام 0 ومن أبرز هذه القيم : العدل في معاملة الأولاد0
وكأني بالرسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى خريطة المستقبل ، فيرى بعض الآباء وقد فضلوا الذكور على الإناث ، وبعض الأخوة ، وقد جاروا على حقوق أخواتهم في الميرات0 فوضع هذه القاعدة الشرعية ، ليدفع الظلم عن الانات0
ثم يوضح أنه لا أفضلية للذكورة على الأنوثة في مجال الفطرة الإنسانية ، بل أن النساء أولى بالأفضلية لو كان ثمة مجال للمفاضلة0 يقول في حديثه الشريف :
( ساووا بين أولادكم في العطية0 فلو كنت مفضلآ أحدآ لفضلت النساء )0
ويوضح الرسول صلى الله عليه وسلم أن معادن الرجال تتكشف وتتضح من أسلوب معاملتهم للنساء.... فيقول : ( ما أكرم النساء إلا كريم ، ولا أهانهن إلا لئيم )0
ثم يضرب المثل بنفسه في حسن معاملة أهله0 ويحث أصحابه على أن يقتدوا به ، فيقول : ( خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي )0
ويحذرنا من ظلم المرأة ، حتى لا نتعرض لغضب الله ، فيقول :
( إن الله يغضب المرأة إذا ظلمت ، كما يغضب لليتيم ) 0
ويبين لنا أن الدفاع عن المرأة ويوجب الشهادة لمن يقتل ، وهو يذود عنه ...فيقول : ( ومن قتل دون عرضه فهو شهيد )
ثم يكشف لأبصارنا وبصائرنا عن مبدأ إنساني رفيع ، وهو الأسرة الأبدية التي تربط بين الرجل والمرأة ، إذ خلقا من نفس واحدة... فيقول ( النساء شقائق الرجال )... فالمرأة أخت الرجل: روحآ وقلبآ وأحاسيس ومشاعر ورغبات ومطامح0
والحمد لله رب العالمين ، ، ، ، ،