الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
ينفي د. "ياسر برهامي" أن تتحول الدعوة السلفية إلى حزب، وينصح أبناء الدعوة السلفية وغيرهم ألا ينخرطوا في الأحزاب التي تعلن مناهج علمانية وليبرالية مخالفة للإسلام، د. ياسر أحد رموز الدعوة السلفية بالإسكندرية، ولد بالإسكندرية 1958م، حصل على بكالوريوس الطب والجراحة في عام 1982م، كما حصل على ماجستير طب الأطفال، وحصل على ليسانس الشريعة الإسلامية مِن جامعة الأزهر.
بدأ العمل الدعوي وطلب العلم في المرحلة الثانوية، شارك في العديد مِن المجالات الدعوية بداية مِن تأسيس معهد إعداد الدعاة للمدرسة السلفية بالإسكندرية، والتدريس فيه، حيث قام بتدريس مادتي التوحيد وأصول الدعوة إلى حين إيقافه سنة 1994م.
في حديثة لموقع "إسلاميون. نت" يذكر أنه كان يـُطلب مِن الإسلاميين خصوصًا تنازلات عَقدية ومَنهجية، لهذا كانوا يحجمون مِن قبل عن المشاركة، أما بعد التغيير فلم يعد هناك تنازل عن الثوابت، هناك رجاء في التغيير.
للدكتور الشيخ "ياسر برهامي" مؤلفات عديدة مسموعة ومقروءة، وأول كتاب له هو كتاب "فضل الغني الحميد" عام 1980م، درِّس هذا الكتاب في أول ملتقى بشباب الدعوة السلفية عام 1981م وبعده كتابي: "منة الرحمن"، وكتاب "لا إله إلا الله كلمة النجاة"، وكتاب "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
وإلى نص الحوار:
السياسة مِن المقاطعة إلى المشاركة
- تبدل موقف الدعوة مِن التحفظ الشديد إلى المشاركة المكثفة في الحياة السياسية؟
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.
نحن لم نكن بعيدين عن الحياة السياسية، كان لنا مواقف محددة مِن كل القضايا، مِن حرب الخليج الأولي والثانية، الحرب ضد العراق وأفغانستان، قضايا فلسطين، لو رجعت لأدبيات الدعوة وما نشر في "صوت السلف" تجدها، كنا عازفين عن المشاركة في العمل السياسي، وهناك عدد كبير مِن الناس لم يشارك، وهناك عدد كبير شارك في الاستفتاء لأول مرة، والسبب أنه كان يـُطلب تنازلات مِن كل مَن يشارك في العمل السياسي، ومطلوب مِن الإسلاميين خصوصًا تنازلات عَقدية ومَنهجية، كان الإسلاميون يُمتحنون في قضايا الديمقراطية والليبرالية في الجزء المخالف والمصادم للعقيدة الإسلامية.
الديمقراطية أخذت محاسن مِن الشريعة الإسلامية، مثل: أن الأمة هي التي تعيِّن الحاكم ولها سلطة عزله، والأمة تقاوم مُنكرات الحكام، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ مَا لا يُؤْمَرُونَ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنْ الإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ) (رواه مسلم).
وإزالة الحاكم إذا جار وطغى موجود في الفقه الإسلامي، ومأخوذ مِن القواعد العامة للشريعة، قال -تعالى-: (وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ) (البقرة:205)، وقال -عز وجل-: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) (آل عمران:104).
قال الإمام الجويني -رحمه الله-: "وَإِذَا جَارَ وَالِي الْوَقْت، وَظَهَرَ ظُلْمُهُ وَغَشْمُهُ، وَلَمْ يَنْزَجِر حِين زُجِرَ عَنْ سُوء صَنِيعه بِالْقَوْلِ، فَلأَهْلِ الْحَلِّ وَالْعَقْد التَّوَاطُؤ عَلَى خَلْعه؛ وَلَوْ بِشَهْرِ الأَسْلِحَة وَنَصْبِ الْحُرُوب". وقال الإمام النووي معلقـًا: "هَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ مِنْ شهر الأسلحة، ونصب الحروب غريب، وَمَعَ هَذَا فَهُوَ مَحْمُول عَلَى مَا إِذَا خيفت منه مَفْسَدَة أَعْظَم مِنْهُ".
ليس هناك عصمة للحاكم، والقصة المشهورة عند عامة الناس "أصابت امرأة وأخطأ عمر"، هذه النظرية عظيمة جدًا.
الديمقراطية أخذت منا بعض هذه المحاسن، وضمت إليها عقيدة فاسدة في غاية الفساد هي الشرك بالله، هي: "أن التشريع حق للبشر، ولو خالف شرع الله"!
الليبرالية أخذت مِن الإسلام "أن الله ابتعثنا ليخرج العباد مِن عبادة العباد إلى عبادةِ رب العباد"، أخذت الليبرالية أن هناك حرية، لا أحد يَستعبد أحد، ولكن ضُمت إليها عقيدة كفرية فظيعة، وهي: "أننا أحرار مع الله.. مِن حق الإنسان أن يشتم الله"!
كان هناك ضغط على الإسلاميين مِن أجل التنازل عن ثوابتهم.. مِن أجل المشاركة السياسية الديكورية التي تحسِّن صورة الدولة المستبدة..
النتائج معروفة مسبقًا -التزوير-، والجميع في النهاية موافقة.. فلماذا أشارك في عملية سياسية بهذه الاعتبارات؟!
الآن لم يعد هناك تنازل عن الثوابت، هناك رجاء في التغيير، يوجد إمكانية للتأثير في الأوضاع المختلفة في المجتمع، لذلك تغير موقفنا، وفي الحقيقة الموازين تغيرت وموقفنا كما هو؛ لأن رأينا أن المشاركة السياسية مبنية على المصلحة والمفسدة التي توزن بميزان الشريعة.
- الدعوة السلفية أقامت الدنيا على المادة الثانية وهي غير مطروحة أصلاً؟
- مَن قال ذلك؟! "البرادعي" قبل وأثناء الثورة طالب بدستور 23، وكذلك "أيمن نور"، وهو الدستور الذي لا ينص على الشريعة، و"يحيى الجمل" قال: "إنه قدَّم طلبًا رسميًا بتعديل المادة الثانية"! الآن هؤلاء رجعوا عن مطالباتهم، "ساويرس" كان يُطالِب بإلغاء المادة الثانية في جميع الإذاعات.
تعديل المادة لم يكن في التعديلات؛ لذا باركناها، لكن كان هناك شهر قبلها شهد هذه الدعوات المطالبة بالإلغاء، ولذلك كانت دعوة الدعوة السلفية للحفاظ على هوية مصر الإسلامية.
الطرح بالتعديل كان بقوة مِن مرشحين للرئاسة مِن رجال في لجنة الحكماء، طرحها أعضاء في اللجان الدستورية المطلوب منها التعديل، طرحتها وسائل إعلام هائلة -يكفي مؤسسات "ساويرس"-.
هذا الأمر قضية عقدية كانت مهجورة طيلة سنين طويلة، ممنوع على الدعاة في الفضائيات أن يقتربوا منها اختيارًا أم إكراهًا، لا يتكلم منها غير عدد محدود جدًا مِن الدعاة خوفًا مِن الأمن.
قضية الحكم لله، كانت قضية مكبوتة، وممنوع أن يتكلم بها أحد، أو يتكلم فيها بالباطل ويقول: "إن القضية ليست مِن أصول الدين، وأن الحكم بغير ما أنزل الله كله عبارة عن معصية".. ويفتح الباب للحكام لأن يُغيروا ما شاءوا!
الليبراليون كانوا يَمتحنون الإسلاميين في: نحن أحرار مع الله أم لا؟ أحدهم يكتب رواية -حازت جائزة نوبل- في الطعن في عقيدة الله.. ويُؤصل لفكرة موت الإله! هذا عقيدة نيتشه.
شخص زاره في عيد ميلاده، وسئل: ماذا ستفعلون في أدب الزندقة والأدب الإباحي؟ فقال لهم: الشعراء والأدباء الزنادقة والإباحيين كانوا يكتبون بكل حرية في العصور الإسلامية!
الضغط في غاية القوة اليوم على السياحة بسبب الخمر والعري، ماذا ستفعلون في الخمر والعري؟ أنتم تريدون إكراهنا على تغيير عقيدتنا، رغم أننا لم نُكره أحد على تغيير عقيدته، ولم نستعمل العنف قط في الدعوة إلى الله. كان المطلوب مِن الإسلاميين التنازل عن شيء من عقيدتهم رغم أنهم لم يغيروا شيئًا من السلوك، أن أمر على محل يبيع خمر عند الذهاب للصلاة، ولا أستطيع أن أقول له شيئًا!!
- أهذا دورك أم دور الدولة؟
هذا دور الدولة؛ لأني لا أملك التغيير باليد، ومع ذلك مطلوب مني أن أُقر بأن بيع الخمر حلال، وأنه جائز!
- منذ كتبتم "السلفية ومناهج التغيير" وحتى اليوم فبعد ما انتقدت سابقًا آليات المشاركة والتشريع واليوم تغير موقفكم بمشاركتكم في الاستفتاء وهو أحد آليات المشاركة في التشريع؟
هذا لأن التشريع مرتبط بالمادة الثانية، ولا بد أن يكون في ضوء الشريعة ومرجعيته الشريعة، لأن ذلك من المبادئ العليا للدستور أي أعلى مِن الدستور؛ لأن كل الأمة أجزم أنها في مجموعها المسلمون فيها يعظمون القرآن، وأن الشريعة أعظم مِن كل شيء عندهم، ولذلك النظام العام مواد فوق دستورية، وبالتالي فأي شيء يُخالفها غير دستوري، وفي ضوء وجود المادة الثانية وأن الشريعة هي الحاكمة فهذا لا يُمنع منه.
الكلام في مناهج التغيير كان كلامًا بصفة عامة؛ لأن هناك دول ما زالت تجرِّم الشريعة مثل: تركيا، فكل مَن يدعو إلى تطبيق الشريعة يعاقب بالسجن 8 سنوات، وإذا كان ضمن جماعة يعاقب بالسجن المؤبد مدى الحياة، الأمر في تونس كذلك، لكن مصر بعد التغيير فيه اختلاف.. نحن نصصنا في مناهج التغيير على أنه إذا كانت المشاركة بالبراءة مِن المخالفات الشرعية تصبح مسألة مصلحة ومفسدة، ونحن نرى أنها مفسدة أي في هذا التاريخ حيث في تاريخ كتابة "مناهج التغيير" كان التفسير السائد للمادة الثانية أنها تسمح بوجود مصادر غير الشريعة، وفي 96 وبحكم المحكمة الدستورية العليا حسم التفسير، وأن معناها عدم جواز مخالفة الشريعة؛ لأن المصدر الرئيسي لا يصح أن يخالفه مصدر فرعي.
- لماذا الفزع مِن الدعوة السلفية رغم وجود تيارات سلفية في مصر لم تُثر هذا الفزع؟
هذا الكلام ليس له نصيب مِن الواقع، وهذا الفزع الإعلام هو الذي يسببه عمدًا بالكذب والزور؛ لأن الدعوة السلفية نقية، الدعوة متواجدة في قطاعات عريضة مِن المجتمع، الدعوة لها رؤية شاملة بما فيها المشاركة السياسية، وأظن أنه كان لنا دور في أن إيجابيات الاستفتاء بنعم كانت أكثر مِن السلبيات، ولذلك هذا أفزع أُناس كثيرة تصورت أنها تُسيطر على وسائل الإعلام والكثير مِن الناس، ولكن تبيَّن أن الدعوة مع الاتجاهات الإسلامية الأخرى كان أثرهم أكبر.
- هذا فيه تأسيس لسلطة رجل الدين في الحياة السياسية والدليل "غزوة الصناديق"؟
ليس هناك سلطة لرجل الدين، و"غزوة الصناديق" الشيخ قال: "إنه يمزح"، الدنيا قامت على "محمد حسين يعقوب"، ولم تقم على مَن قال: "أنتم ضيوف عندنا"! لم يتكلم أحد.. !
"وزير سب الدين للمسلمين"! ولما انتقدته استدعوني لأمن الدولة، وقالوا لي: كيف تكتب عن الوزير؟! المَقال يُرفع فورًا وإلا سيتم إغلاق الموقع!
"ساويرس" سب الدين للناس كلها، وقال: "اللي هيستفزني هطلع.. " ولم يقم أحد.. !
"يعقوب" كان يرد على "عمرو أديب" الذي قال: "لو الديمقراطية هتجيب الإسلاميين تروح الديمقراطية في 60 داهية.. قدام الناس كلها"! أليس هذا طعن للدين والدستور؟! لم يتكلم أحد عن "عمرو أديب".. !
الإعلام مُوجه بطريقة غير مُنصفة.. وسئل أديب: "لو كسبوا هتعمل إيه؟". قال: "هروح كندا".
"يعقوب" قال: "السكة مفتوحة.. " بيرد على عمرو أديب.. مثل هذا الكلام يأخذ هذا الحجم!
الدعوة السلفية وأنصار السنة المحمدية
- مَن يتحدث باسم السلفية في مصر خاصة في وجود جماعة أنصار السنة المحمدية على سبيل المثال؟
السلفية أطياف مختلفة، وجماعة أنصار السنة ذات منهج سلفي، وشيوخهم شيوخنا، ويمثلون مرحلة أساسية في الدعوة السلفية، نحن مازلنا ننقل عن هؤلاء الأفاضل ونعتمد على كلامهم اعتماد قوي مثل الشيوخ: "محمد حامد الفقي"، و"أحمد شاكر"، والمرحلة الأسبق منهم زمنًا مرحلة الشيخ "رشيد رضا" أكثر تلامذة الشيخ "محمد عبده" سلفية، وأبعد مِن ذلك الشيخ "محمد بن عبد الوهاب"، وأبعد مِن ذلك شيخ الإسلام "ابن تيمية" وتلميذه "ابن القيم"، وأبعد مِن هؤلاء: "الأئمة الأربعة".
ثم أصحاب النبي -عليه الصلاة والسلام- هو الأصل والوحي المنزل مِن الكتاب والسنة على الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
- بما أنه هناك اتفاق.. فلماذا قامت أصلاً الدعوة السلفية؟
ما حدث لأنصار السنة أثناء حكم "عبد الناصر" أدى لظهور أجيال جديدة، المرحلة السابقة للثورة؛ لا أقصد "د. عبد الله شاكر" أو "جمال المراكبي"، هذه المرحلة شهدت تَسلطًا من أتباع التيار المدخلي على كثير جدًا مِن آليات أنصار السنة، الكثير جدًا مِن هؤلاء يتكلمون باسم أنصار السنة، يتكلمون بأن حسني مبارك أمير المؤمنين، وأنه الحاكم الشرعي وولي الأمر، هناك مَن تدارك نفسه ووقف مع الثورة، ونحن ومِن قبل الثورة نقول: "لا يُسمى ولي أمر شرعي إلا من يقود الناس بكتاب الله". ولهذا يقال عنا بأننا خوارج!
وفي أحد الأيام أحد الدعاة مِن هذا الاتجاه قال: "إن حسني مبارك أخطأ في عدم تركه لياسر برهامي وعبود الزمر، لأنهما مِن الخوارج"! قبل أن يفتي أحدهم بقتل البرادعي والقرضاوي أوصى بقتلنا نحن.
أنصار السنة تبرأت مِن "لطفي عامر" منذ شهور قليلة جدًا، لكنه منذ سنوات طويلة بالجماعة ويقول هذا الكلام.
العلاقة مع بقية التيارات الإسلامية
- ما موقفكم مِن باقي التيارات الإسلامية؟
هناك مقال في "صوت السلف" عنوانه: "نحب كل المسلمين وننصح لهم وإن اختلفنا معهم".
- و"عبود الزمر"، و"الجماعة الإسلامية"؟
لا تحكم على "عبود الزمر" بتصريح صحفي واحد، عبود رجع ضمن الراجعين، ووافق على المبادرة، أنا لا أُحاكمه بتصريح.. قد يكون استفزه صحفي وأوقعه في هذا الكلام، لكن كلامه وكلام الجماعة الإسلامية بمجلسها القديم والجديد -إن شاء الله- متفقون على نبذ الخلاف المسلح.
- كيف تنظر إلى الخلاف الحادث في الجماعة الإسلامية عقب خروج عبود؟
الخلاف موجود قبل ذلك، وأظنهم قادرون على اختيار الأكفأ.
- هل يمكن أن يكون هناك تعاون معهم؟
لا شك أن هناك عدم تصادم؛ لأننا ذوي أصول واحدة في أكثر المسائل، إن لم يكن فيها كلها، وبالتالي فنحن نحبهم في الله -عز وجل-، ونرجو لهم كل خير.
- والإخوان المسلمين؟
الإخوان رغم وجود قضايا فيها اختلاف كبير إلا أننا نرجو أن نصل لمرحلة عدم التنابز بين الجماعتين، وكل منا يعمل لإصلاح المجتمع نحو التصور الإسلامي الصحيح.
- متى ينتهي ما يحدث مع الصوفية؟
ما الذي حدث مع الصوفية أصلاً؟! يُقال: "أثبت العرش ثم انقش"، كيف تتهمني مِن غير أداة اتهام.. التحقيقات كلها تثبت أن السلفيين لم يصنعوا شيئًا.
- هناك الفكر المُنتقد للصوفية والتطبيق المتشدد له؟
أنتم تجرمون الفكر؟! أنا أبني أمري على عقيدة راسخة مِن الكتاب والسنة.. ومَن الذي طبَّق؟! تحقيقات النيابة أثبتت رسميًا بأن مَن أحرق أضرحة قليوب مِن البلطجية.. هل أصبح البلطجية يهتمون بقضية القبور؟! ليس لهم دخل في هذه المسألة، إلا أنه مدفوع لهم..
تحقيقات مديرية الأوقاف في الإسكندرية قالت: إن مسجد "سعد زكي" المتهم فيه السلفيين أخذ قرار إعادة بناء وتوسعة مِن وزارة الأوقاف سنة 2006، وأن أهالي المسجد الذين يُصلون فيه -حيث لا يوجد سلفي يصلي في المساجد التي فيها قبور- هم الذين قاموا بهدم المسجد والضريح الذي سوف يُقام مِن جديد للأسف الشديد.
عقيدتي في قول النبي: (أَلا وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ أَلا فَلا تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ) (رواه مسلم)، لا يجتمع في الإسلام مسجد وقبر، إذا كان المسجد بني أولاً ودفن به الميت يجب نقل الميت، لا أقول: حرق الضريح، حرق الضريح إهانة الموتي. أقول: يجب نقل القبر، وبعد نقل عظم الميت مكرمًا إلى مقابر المسلمين، ويزال الشكل الوثني الذي يُؤدي إلى الشرك، فالذي يقع عند القبور والأضرحة مِن: تمسح، وطواف، وذبح، ونذر، ودعاء، وطلب المدد كلها مِن مظاهر الشرك والوثنية والخرافة، ولا نرضاها بنص كلام النبي -*صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَناً يُعْبَدُ، اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ) (رواه الإمام مالك مرسلاً، وصححه الألباني).
فالقضية واضحة.. عقدية نبينها للناس، التغيير باليد لا نتبناه، السلفيين هم مَن كتبوا: "فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، وكتابي هذا هو الأخت الكبرى للمبادرة، وكان قبل "مبادرة الجماعة الإسلامية"، و"مراجعات الجهاد" بأكثر مِن عشر سنين، قضية التغيير باليد مبنية على القدرة والعجز، والمصلحة والمفسدة، وذو السلطان هو مَن يتولى التغيير باليد.
- هناك انفراجة كبيرة مع وزارة الأوقاف تجاهكم.. فلماذا؟
الخلاف كان مع وزير الأوقاف السابق، والوزير الحالي لم نر منه ما رأيناه ممن قبله.
- فتح المساجد للسلفيين وتم السماح مثلاً لمحمد حسان بالخطابة في مسجدي: "النور"، و"عمرو بن العاص".
المساجد نحن موجودون فيها، وإدارة المسجد هي التي دعتنا، والوزير جزاه الله خيرًا لأنه أدرك الواقع، وأن الدعاة السلفيين لهم قدم راسخة لا شك.
أنا رجل أحمل ليسانس شريعة إسلامية بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف مِن الأزهر، والمفترض أن أحصل على "تصريح أمن الدولة". قالوا: "خذوا الشهادات لن تعملوا بها"! وبعد ذلك أصرت "أمن الدولة" بعد ذلك على منع الدراسة بالأزهر لغير الأزهريين.
- ما موقفكم مِن مؤسسة الأزهر الشريف؟
الأزهر أحد حُراس الدين، ونرجو أن يكونوا دائمًا على موقف شيوخ الأزهر الكبار الذين نصروا موقف أهل السنة والجماعة في كل القضايا.. قضايا التوحيد والأسماء والصفات، والقضاء والقدر، والإيمان، وأفاضل كبار علماء الأزهر -رحمهم الله- دافعوا عن عقيدة أهل السنة.
- هل منهم "أحمد الطيب"، و"سيد طنطاوي"؟
قد نختلف في كثير مِن المسائل، لكن نرجو لهم أن يكونوا دائمًا مِن المدافعين عن الإسلام.
- هل ستتحول الدعوة السلفية إلى حزب؟
الدعوة السلفية ستظل دعوة، ولن تتحول إلى حزب، لكن أنا أعلم أنه هناك أُناس في القاهرة والإسكندرية لا أستطيع أن ألغي عنهم وصف السلفيين، هم يرون مشاركتهم الدعوية ليس لهم كبير مشاركة فيها، وأن لهم رغبة في المشاركة السياسية، ونحن قلنا: إن قضية المشاركة السياسية في الجملة أحد الوسائل التي يمكن استغلالها في الدعوة إلى الله، اخترنا "حراسة الدين"، ومَن يريد أن يشارك بفاعلية أكبر بتكوين حزب أو نحو ذلك.. فلا يُخرجه عن كونه سلفيًا.
- هل تمنع أحدًا مِن أبناء الدعوة مِن المشاركة في أي حزب؟
أنصح أبناء الدعوة السلفية وغيرهم ألا ينخرطوا في الأحزاب التي تعلن مناهج علمانية وليبرالية مخالفة للإسلام.
- هل ستنظم يومًا ما لأي حزب؟
لن أنظم.
- هناك تصريحات كثيرة عن إنشاء أحزاب إسلامية التوجه.. لمن تعطي صوتك منها؟
عندما توجد أولاً.. وقد أعطي صوتي للأقرب سواء كان مِن السلفيين أو الإخوان المسلمين أو المستقلين.
- و"أيمن نور"، و"البرادعي".. ؟
الاثنان تغيروا.. وقالوا: "لا مساس بالمادة الثانية".
- هل المعيار هو الموقف مِن المادة الثانية أم خطة العمل التي يريد المرشح تنفيذها؟
المادة الثانية جزء مِن البرنامج نرى أولاً ماذا يريد؟ عمومًا نعطي صوتنا لمن هو أقرب مِن المشروع الإسلامي في الجملة.
- ما هي مصادر تمويل أنشطة الدعوة السلفية؟
كتبوا منذ أيام أن تمويل الدعوة: "46 مليار دولار" أتى بهم "ياسر برهامي" مِن دول الخليج.. ! أتذكر أول سؤال سئلته في التحقيقات التي تمت معي بجهاز أمن الدولة الرهيب 2002، وقد ظللت 4 أيام قبل أن يتم بدء التحقيق معي مكتف خلفي، متغمي، حافي، لابس ملابس السجن، أسمع صوت إنسان يُعذب على باب زنزانتي صباحًا ومساءً، وبعد ذلك بدؤوا التحقيق.. فكان أول سؤال: جاء لكم مبلغ في تاريخ معين مِن الخارج وأنتم رفضتم استلامه وقمتم بإرجاعه.. ما القصة؟
القصة أن هنالك مبلغ 17 ألف جنيه مِن أحد الجمعيات وبعض الإخوة استلمها، أدركنا ذلك وبادرنا فورًا بمعاقبته ورددنا هذا المبلغ.
- فماذا عن تكلفة تحركاتكم ومؤتمراتكم.. والكتيبات التي توزعونها وباقي الأنشطة؟
- هذه تبرعات مِن القائمين بها، وهي دائمًا في أضيق الحدود؛ لأنها بتكلفة بسيطة للغاية، القائمين في كل مكان هم مَن يتولون ذلك، كل مجموعة تقوم بشيء، نحن نُتهم دائمًا بأننا متخلفين بسبب قلة النفقات.
- إلى متى تستمر المؤتمرات السلفية الحاشدة؟
هذه دعوة إلى الله -عز وجل-، ومَن تُسبب له ضيقًا يخبرنا بالسبب.. وستستمر لإبلاغ الحقيقة.
- كل تحرك في المجال العام غالبًا ما يكون له هدف.. ما هدفكم؟ هل تنوي الترشح للرئاسة؟
هدفي إبلاغ الحق للناس، وعن الترشح.. أسأل الله العافية. ولا أظن ذلك أبدًا.