الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
اما بعد:
لا يخفى ان الانسان في عصرنا مصاب بامراض القلوب وامراض النفوس قبل اسقام الابدان ،إلا من رحم ربي.
وهذا ليس في زماننا فقط ، فقد جاء رجل يشكو الى الامام الجليل سفيان الثوري رحمه الله انه مريض بمرض البعد عن الله، فما كان ذلك الدواء الذي يشفي هذا المريض من هذا الداء الذي قد يصيب واحد منا و هو في غمرات هذه الدنيا الزائفة؟.
فأجابه سفيان الثوري قائلا: يا هذا! عليك بعروق الإخلاص و ورق الصبر،و عصير التواضع ، ضع هذا كله في إناء التقوى ، وصب عليه ماء لخشية و أوقد عليه نار الحزن على المعصية و صفه بمصفاة المراقبة له، و تناوله بكف الصدق، و شربه من كأس الاستغفار ، و تمضمض بالورع و ابعد عن الحرص و الطمع ، يُشفى مرض قلبك بإذن الله . دواء عظيم لداء خبيث فلنجعله ترياقا يحمينا فلا ندري متى نصاب بالمرض.
نسأل الله الثبات حتى الممات.