* لقد خذلت أمة الإسلام إخوانها في سوريا خذلانا لم يشهد التاريخ له مثيلا على مدى كل العصور. وهذا الخذلان لا ترضى أية أمة من الأمم أن تعيشه, فكيف استمرأت أمة الإسلام هذا التخاذل الرهيب مع أنها الأمة التي من مبادئها أن قتل مسلم واحد أعظم من هدم الكعبة. إنه الذل..إنه الذل الذي يكتب علينا عندمانقصر في حق الله والالتزام بأوامره, كما بين ذلك صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم اذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا يرفعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم).د\مهدي قاضي
يا أمة في خضم الذل تعتذر*** بأنه الواقع المحتوم والقدر*
* وإن هذا التقصير في حق الله واضح بل مجاهر به مصر عليه كما هو في عديد من جوانب حياتنا وأبرزها الإعلام في بلاد المسلمين الذي يعصي الله جهارا نهارا بالطامات مما لا يرضاه الدين, بدءا من ظهور نساء متبرجات وانتهاء بمجون وإفساد لا يرضاه حتى بعض الكافرين.
إن دراسة واحدة قام بها الأستاذ عبدالكريم عبدالمنعم لأحد القنوات الفضائية الخليجية المشهورة -والتي مع عظيم الأسف أدخلها كثير من المسلمين بيوتهم- بينت أنه في ثمانية ساعات فقط ظهر في هذه القنوات العشرات بل المئات من المناظر المحرمة والمفسدة لشباب المسلمين ولمجتمعاتهم.
وإن التاريخ يشهد أن هوان أمتنا وذلها وعجزها يحصل عندما تنتشر في الأمة مظاهر الغناء وما شابهه كما حصل قبيل سقوط بغداد وعند سقوط الأندلس.
ولا نقول أن جانب منكرات الإعلام هو الوحيد ولكنه من أوضح الجوانب التي قصرت وتهاونت فيها أمة الإسلام وعلى نطاق واسع كبير.
* لذا فعجزنا عن إنقاذ إخواننا أساسه ضعفنا والذي سببه تقصيرنا في حق الله, ...نحن سببه وفي نفس الوقت بيدنا بصلاحنا وإصلاحنا أن ننهيه وأن ننتقل بالأمة من واقع الهوان الرهيب إلى واقع العز والتمكين.
وعلينا قبل ان نلوم الأعداء ومن عاونهم والمجتمع الدولي! ونجعلهم الشماعة التي نلقي عليها استمرار قتل إخواننا وتقصيرنا, علينا أن نلوم أنفسنا أولاً, فمهما كانت قوة ومكر الأعداء فلن يغلبوا أمة الإسلام إذا سارت على الحق ونصرت دينها وربها فينصرها سبحانه وينتهي عجزها.
ولنتذكر أننا نعتبر مشاركون في قتل إخواننا إن قصرنا في أسباب عزِّ أمتنا. ولن يعود عزنا وينتهي ذلنا حتى نعود. كما قال مثل هذه الكلمة الشيخ محمد نجيب العقاد رحمه الله عن استعادة فلسطين وقدسنا الأسير. وما أكثر أسرانا وما أكثر ما اغتصبة الأعداء منا في هذا العصر حتى أصبحت الأمة وكأنها كلها أسيرة لهم.
* عَجَزنَا وأُسرنَا عن نصرهم يوم أن أسرتنا ذنوبنا!.....أطفال سوريا نحن قتلناكم!.
----------
* للشاعر طارق كومان