بسم الله الرحمن الرحيم
[ ونريد أنْ نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ]
في ظل التحركات الشعبية التي يشهدها العالم العربي والتي تشهد تحولا تاريخيا فريدا لا مثيل له
في الثورة على الظلم والفساد والمناداة بالحرية والكرامة والحقوق التي حرم منها الشعوب طويلا.
ثوراتٌ ... تؤذنُ بفجْر جديد
خلال الوضع الراهن أصبح من الوشيك والضروري جدا أن نوجه محط أنظارنا وأذهاننا وشبابنا إلى تلك المدينة الطاهرة التي تقاسي ويلات الاحتلال وتعاني منذ عشرات السنين من طمس ومحو هوية وتدنيس لثرى أقصاها المبارك وحفريات تهدد أساساته وتطهير عرقي بحق سكانها الأصليين والشرعيين لذا بات علينا أن نبدأ فعليا بتسليط الأضواء على بيت المقدس .. زهرة المدائن .. تلك المدينة اللؤلؤة التي عبق أريجها بشلالات القلوب وتنسمت بها جمالا وحبا ... إنها مبشرات تحرير قدسنا المحتلة قد سطعت أنوارها وشيئا فشيئا تلوح بالظهور أكثر وقد دنى وعد الله المكتوب على بني يهود
{ فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا }
هي أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث المساجد التي تشد إلها الرحال
وهي مهبط الرسالات وملتقى الأنبياء وهي الأرض التي زكاها ربنا من فوق سبع سماوات
( ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين )
هي عنوان الأمة وعزتها وشرفها وهي مؤشر على قوة العرب والمسلمين أو ضعفهم
إنها الأرض التي لا يعمر فيها ظالم، والتي شهدت أبرز معارك التحرر من الطواغيت
في العالم، تلك التي قادها الأنبياء وأتباعهم على مر التاريخ، فأخرجوا منها الجبارين،
ثم الروم، ثم الصليبيين، ثم التتار، وقريبا الصهاينة بإذن الله.
بل هي أرض الفتح الإسلامي الذي أتاح لها أن تنعم، بعد طول غياب،
بالأمن والاستقرار لقرون ممتدة، بفضل حرص المسلمين على الحفاظ على
عالميتها، واتباع سياسة قبول الآخر وعدم إقصائه.
{ إنّ الله لا يغير ما بقوم حتى يُغيّروا ما بأنفسهم }
علينا أن نخرج من قمقم الحماسة المؤقتة والانفعال اللحظي بالأحداث الجارية فيها إلى
التخطيط المدروس للانطلاق المصحوب بسعة العلم والفهم الواسع الأفق،
بأدق خصائصها وأسباب تفردها.
والآن، وقد هزت الثورات العربية المتتالية قناعات كثيرة خاطئة عن هذه الأمة، فإن المرجو أن تسهم فعلا في إزالة كل المخاوف التي روج لها الصهاينة طيلة 30 عاما ماضية والتي لا تزال تبرز، حتى اليوم، في شكل دعوات لتأجيل أنشطة الوعي المقدسي ولا بد أيضا من انطلاق العمل المبني على أساس المعرفة الصحيحة بالمسجد الأقصى استعدادا لتلقي نسائم هذا الفجر الجديد الذي يوشك أن ينبلج على هذه الأرض المباركة وعلى العالم أجمع.
يقول عليه الصلاة والسلام :
"من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإنْ لم يستطع فبلسانه ،
فإنْ لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان".
إن ما يجري في المنطقة العربية من تغيرات هو مقدمة لمعركة القدس الفاصلة .
ان هذه الثورات الشعبية بعد استكمال أجندتها ستتجه بكل طاقاتها نحو المسجد الأقصى وإن المد الثوري والصحوة العارمة التي تشهدها المنطقة تعد نذيراً لتحرير القدس وإبطال مؤامرة اليهود نحوها بتشريد أهلها وتنفيذ الهيكل المزعوم، مضيفاً بأن القدس في خطر لتواطؤ الأنظمة وصمتها عما يحدث بالمسجد الأقصى في ظل سياسات تهويد القدس وتحويلها إلى عاصمة لليهود .
لذا فإن العالمين الاسلامي والعربي بحاجة ماسة إلى مظلة موحدة لنصرة مدينة القدس تتبنى فيها موقفاً عربياً وإسلامياً موحداً من أجل التحرير الكامل للأراضي الفلسطينية وعودة اللاجئين وأن لا تنحصر مسؤولية القيادات والحكام العرب على الحفاظ على أمن وسلامة عواصمهم فقط بل الدفاع عن القدس كعاصمة لكل العرب والمسلمين.
انطلقت نواقيس الخطر ولهذا علينا البدء بتجهيز واستخدام كل الطرق والوسائل العسكرية والسياسية والشعبية المتاحة لحماية المسجد الأقصى المبارك ولوقف الاعتداءات والانتهاكات والهجمات التي تستهدف بوابة السماء - قدسنا الحبيبة -
الصهاينة أتوا من أرض غريبة عن فلسطين، وطردوا الشعب الفلسطيني من أرضه وهم ينتهكون القدس المقدسات، وهم يحاولون فصلها كليا عن واقعها العربي واذا فقد العرب مقدساتهم وتراثهم بعد ان فقدوا الأرض والديار فان فلسطين ستبقى بيد الصهاينة وما حقيقة ذلك إلا تطاول ومؤامرة على كل مسلم وعربي لذا بد لنا أن نرسخ بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بمثلها.
يا أمتي: شُقّي الظلام بصحوةٍ *** تحدو لها الإسراءُ والأنفال
القدس لا ينفكّ من أغلاله *** إلاّ إذا يفدي ثراه رجالُ
يا أمة ً كانت لها الدنيا فدا *** واليوم تُضربُ حولها الأمثال
الله ينصر من يناصره ، وإن *** عزّ النصير و ضاقت الأحوال
نحو تحرك فاعل لإنقاذ القدس
ما تشهده المدينة المقدسة من أعمال عدوانية لجهة التضييق على السكان وقرارات إبعاد نواب المجلس التشريعي الفلسطيني المقدسيين ومصادرة وهدم المنازل في سلوان والبستان وغيرها من الاحياء المقدسية كل ذلك يشير الى مدى خطورة الهجمة الصهيونية إزاء القدس.
الليل عسعس ، و الهموم جبال ُ *** وحصاد فكري حيرةٌ و سؤال ُ
و مقدساتي في الضلالة رتّعٌ *** و عدونا في أرضنا يختال ُ
ما تأثير الثورات التي حصلت على بيت المقدس؟
في هذه الآونة من الحراك الثوري بعض الناس متخوفون من أن اليهود ينفذون خططهم في القدس بأريحية تامة
ولكن الحقيقة تنجلي في أن تركيز الصهاينة الآن فعليا يدور على ما يحدث حولهم
فإخواننا المصريون قد أخروا المشروع الصهيوني التهويدي الخاص بمدينة القدس
وكذلك أخواننا في تونس وليبيا .. أنتم عرقلتموه أيها الأبطال ..
نقول لثوار مصر وتونس وليبيا :
أنتم - بأيديكم - كُتبتم أنكم من الذين قاومتم في المسجد الاقصى المبارك
كيف أو لماذا ؟
لأن المشروع الصهيوني كان مستمرا في المسجد الاقصى المبارك على وتيرة قوية جدا ومتسارعة
وما حدث في مصر خاصة خلط النظرية الأمنية الصهيونية تماما لأن مصر تحديدا تعتبر الخزان البشري الكبير الموجود جنوب الكيان الصهيوني لأنه الآن أضحى تهديدا استراتيجيا للكيان الصهيوني المدعو بإسرائيل فدولة الاحتلال الآن تعكف على مراجعة حساباتها وتعديل النظرية الامنية بحسب المتغيرات التي لم تتم بعد بمعنى أن الثورة المصرية حتى الآن لم تنتهي .. لا احد حتى هذه اللحظة يعرف شكل النظام القادم في مصر .. في هذه اللحظات أوقف الصهاينة جميع مشاريعهم في الداخل !!
كانوا يهددون بضرب لبنان وغزة وغيرها .. ولكن سؤال يطرح نفسه الآن :
لماذا توقفوا عن هذه التهديدات؟
لأنهم الآن لا يأمنون على أنفسهم إن فعلوا شيئا في مدينة القدس أن ينقض عليهم الشعب المصري كله
فإن المأمول والواقع الآن يقول بأنه إن حدث شيئا في القدس لا سمح الله فإن الشعب المصري سيتحرك عن طريق سيناء ليدخل الى "اسرائيل" منقضا عليها لأن الضابط الأمني لشعب مصر الممثل بنظام حسني مبارك قد زال إذن فما الذي سيمنع الشعب من التحرك الى المسجد الاقصى المبارك بمسيرة مليونية وقد انكسر حاجز الخوف الذي كان من قبل ؟!!
من أسقط نظاما في ستة عشرة يوما يمكنه أن يسقط دولة كاملة في عشرة أيام خصوصا اذا كانت هذه الدولة هي دولة الاحتلال الصهيوني ذات الشعب الجبان والأمثلة إذا ما تحدثنا عن ذلك كثيرة ومن يدعي القلق متخوفا من الأسلحة النووية الصهيونية فإني والله أبشركم أولا بأن اليهود أجبن من ذلك وهي في الواقع لن تستطيع أن تضربهم ضربة نووية لأن ذلك يعني أنها ستضرب نفسها حينئذ كونه معلوم لدينا بأن هناك اختلاطا سكانيا كبيرا في المنطقة فالأمر كبير وليس بسيطا بالنسبة لهم ولذلك لاحظوا أن وتيرة التهديدات المتعلقة بمدينة القدس والمسجد الاقصى بدأت تقل الان فالأمر أصبح عندهم على المحك وحينما نقصد بالأمر فإننا نعني حياة دولة " اسرائيل " ووجودها أصبح على المحك
فبعد ما حصل من ثورات فهم يخشون امتداد الثورات امتدادات أكبر وأكثر بكثير فهم يخشون أن تكون لها تأثير على المستقبل لذلك هم توقفوا عن تهديداتهم ليترقبوا الوضع بقوة ولا تظنوا أنهم يترقبون فقط ! بل هي محاولة التأثير على تشكيل النظام المصري بالطريقة التي تخدم مصالحهم ووجودهم فهم يحاولون تحويل الأحداث لصالحهم ولا تظنوا أن الغرب غائب عن الصورة فهم أيضا مهتمون بهذه الأحداث فلاحظوا كيف يهتمون بأحداث ليبيا !!
لذلك أحبتي فإنني :
- أدعو أهلنا في القدس وأراضي فلسطين المحتلة 48 للنفير العام
للمسجد الاقصى وتكثيف التواجد والرباط فيه.
- أدعو أمتنا العربية والاسلامية إلى زيادة الوعي بقضية القدس لتفجر غضبا جماهيريا
مع بدء الاستعداد والتأهب لحسم الصراع مع الصهاينة الغاصبين.
- أدعو إلى تحرك العواصم العربية والإسلامية وقياداتها لإنقاذ المسجد الأقصى
ومدينة القدس من قطعان المستوطنين الذين يصادرون الأرض والثروات
ويقطعون الأشجار ويهجرون السكان لمصادرة الأراضي ليتمكن الصهاينة
من تحويل القدس وما حولها من مدينة عربية إلى مدينة عنصرية
أسألكم بالله عليكم :
هل نحن مستجيبون لصرخة أهل القدس ونداءاتهم المتكررة لإيقاف الزحف الاستيطاني
في القدس والمدن الفلسطينية المحتلة المكلومة ؟
{ والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون }
لا بد أن نتحرك نحو القدس والمسجد الأقصى المبارك
أيها العابرون الثائرون .. القدس تستغيث فأين النصير ؟؟
هلموا يا جمع أمتي ولبوا النداء
الله أكبر الله أكبر