السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال الله عزوجل في كتابه الكريم:
وقضى ربك ألا تعبدوالا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبرأحدهما أوكلاهما ولاتقل لهما أف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما . سورة الإسراء
في مساء يوم الخميس الموافق 7/7/1429هجري كان أصعب الأيام في حياتي بل في حياة أسرتي اللتي تتكون من 11فردامن أب وأم و5أشقاءو4شقيقات أكبرهم محمد وأصغرهم أفراح .
آخرأيام في حياةأخوكم محمدأنيس مع والده:
ليلة الخميس كنت أسهر مع زملائي في منزل أحد أصحابي الذي تزوج من إمرأة ذهبت لزيارةأهلها.
كنا نتحدث ونشاهد القنوات الإخبارية في منزل صاحبي طيلة هذه الليلة حتى داهمنا النوم وبعدنوم عميق أستيقظنا جميعا مع صلاةالظهر وبعدأن صلينا ذهبت إلى بيتي لتجهيزالغداء لزملائي الذين ينتظرون الغداء خاصة زميلي صاحب البيت لأن زوجته ذهبت لزيارةأهلهاوبعد وصولي البيت أبحث عن والدتي حتى أخبرهالتجهيزالغداء فبدأت والدتي تجهيزماأريده من أكل حتى آخذ معى إلى بيت صاحبنا وأناأساعدها في تجهيزالغداءأيضا لأنني خائف من والدي الذي لا يراني من ثلاثة ايام الى اسبوع في بعض الايام تدورن لماذا؟؟؟
لان والدي كان شديداوعصبيا لابنائه ولزوجته داخل المنزل وهادئاخارج البيت حتى لايصدق بعض اصحابه مايحصل من والدي داخل البيت وفي اثناء مساعدتي لوالدتي كان والدي نائمابعد ان تناول طعام الغداء وعندالساعةالثانية و 45 تقريبا إستيقظ والدي الذي وعدخالي للتحدث مع حماته في بورما في اسرع وقت على رنان جواله الخاص كان خالي الذي يبحث عن الاتصال منذشهر حتى تشارك والدتي ووالدي واخوتي للتحدث عبر اتصال المرئي من خلال الانترنت خالي اخبروالدي من خلال مهاتفته بان جدتي من والدتي في بورما تنتظرنا في الاتصال بعد صلاةعصر مكةوفي هذه الاثناءوانااستعجل كثيرا مع والدتي لاغادربالغداء حتى لايراني والدي بعدان يقوم من فراشه وحدث فعلا ماكنت ان لااريده واذابوالدي خرج من غرفته اتجه الى باب المطبخ وانا ارتجف كثيرالانه يواجهني وســـبــحـان الــلـه واجهني وانا داخل المطبخ وهوواقف عندباب المطبخ ولم يتحدث الى بكلمة ابدا وكان ينظرالى نظرة محبا لحبيبه مبتسماغريبا وكان هذااخرلقاءمع والدي في الدنيا
والدي اتجه الى المطبخ ليخبروالدتي لان تكون جاهزةمع الابناءخلال ربع ساعة لان خالي في طريقه اليينا لياخذاسرتي الى المكان الذي يمكن من خلاله الاتصال وغادر والدي المطبخ وانا انطلقت مسرعاواحمل الغداء في يدي الى منزل صاحبي .
وذهب والدي مع والدتي وبعض اخوتي وانالم اذهب معهم الى مكان الاتصال واستطاع والدي الذي يقوم اول مرة في حياته ان يتحدث من خلال الاتصال بجدتي من والدتي في بورما وتحدث مع من كان في الاتصال من بعض اقارب والدتي وتناول احاديث كثيرة وفي اخر الاتصال واول مرة في حياته دفع والدي للذين في بورما من جيبه الخاص مبلغامن المال لخالي الذي يقوم بارسال المبلغ في وقت لاحق .
وبعدالحديث الذي داربين اسرتي واسرة والدتي من بورما استمراكثرمن 90دقيقة عادالبيت جميعا قبيل صلاةالمغرب .
وبعدوصول البيت والدتي تلاحظ اشياءغريبة من والدي في هذاليوم بتشهده بلا إلــــــهـ إلاالله عندركوب السيارة وعندنزوله وعندجلوسه في البيت وعندوقوفه وكان يمازح خالي كثيرا في السيارةاثناء ذهابهم الى موعدالاتصال.
بعدعودته من المهمةاللتي انتهت بالخيرالكثيرمن الحب والتالف من والدي لاهل والدتي في بورما،كان جالسامتكئافي مجلسه يصدرمنه تصرفات غريبةفي هذاليوم،مثل يخبروالدتي بانه طفشان ويبحث عن ابنائه الذين ذهبوا للعب ويسال عن الابن الاوسط تارةويسال عن الابنة الصغرى تارة اخرى ويسال عن الابن عمرمرةاخرى حتى سمع المؤذن ينادي بأذان المغرب .
وخرج من البيت لاداءصلاةالمغرب واثناءعودته بعدصلاةالمغرب كان يحمل في يده نوعا من الخضراوات بالتحديد(الدب) المعروف في لغتنا (بالخودو)احضروالدي هذالنوع من الخضار ليتناول العشاءفي نفس اليوم.
أصروالدي لوالدتي تجهيزطبق (الخودو)لان والدتي رفضت لتجهيزهذالطبق في عشاءنفس اليوم بعدان سمعت اورأت صوت والدتهاعبراتصال الانترنت في بورماتحمل الكثيرمن العشق لاهلها. وبعدالحاح شديدمن والدي لوالدتي وافقت لتجهيز هذالطبق .
وخرج من البيت مع اذان العشاءلاداءالصلاةوبعدان ادى صلاةالعشاءكان جالسامع اصحابه بجوارالمسجدكعادته يجالسهم في هذالمكان بعدالصلاة وتحدث معهم حتى قام بعض اصحاب والدي السؤال ليرافقهم ام لا في مناسبة وليمة حدثت نفس اليوم فرفض والدي مرافقتهم
عادالبيت فجلس في البيت قليلاحتى قام بالاتصال على احد الاشخاص عبرجواله الخاص ،وبعدنهايةالاتصال طلب من والدتي احضار ثوبابالتحديدمن الدولاب حتى احضرت والدتي الثوب فارتدى الثوب مستعجلاوخرج من البيت مسرعا حتى استغربت والدتي بخروجه في هذالوقت المتاخر لان والدي لم يكن متعودا الخروج من البيت ليلا .
وبعدخروجه من البيت بدقائق عادليطرق الباب مرة اخرى وذهبت ابنته الثانيةاللتي تحفظ القران كاملاوهي الان معلمة في حلقة لتحفيظ القران لفتح الباب وطلب والدي منها ان يحضرنظارته الخاصة اللتي نسي بسبب خروجه من البيت مسرعا،كان هذااخرلقاء من احدافراداسرته.
وفي هذه الاثناءانا كنت مع اصحابي الذين لم اتركهم من العصرحتى1:30دقيقةليلا،كنت اتناول طعام العشاءمع اصحابي في مخطط المسفلة بجوارمنزل الشيخ عبدالمعطي كعكي،وبعدانتهائي من تناول طعام العشاءعندالساعة11:50دقيقةتقريباكنت اغسل يدي وفجاة رن جوال احدزملائي الذين كانويتناولون العشاءحتى استغرب زميلي صاحب الجوال من الشخص الذي اتصل هو العم اسماعيل ويخبرني لماذاتصل على العم اسماعيل في هذالوقت ليست من عادته فقلت له ردلعله يريدك في امر مهم حتى قام زميلي الرد على الاتصال،سال المتصل العم اسماعيل زميلي الذي لم يقم من مائدة طعام العشاءبان ابن انيس متواجدمعك فاجابه بنعم وانا مستغربا لماذايسال عني وانا مندهش جدا،طلب العم اسماعيل من زميلي ان يمررالجوال الى فاعطاني الجوال واتحدث معه فيسال عن ابي اين هو فاجبته قائلااين يكون اكيدفي البيت،لانني اعلم بان والدي لم يخرج من البيت ليلاالاللضرورة .
فيؤكدلي العم اسماعيل ان حد زملائه اتصل على جوال والدي ليتحدث في أمريخصه فقام بالردعليه احدالاشخاص فسال زميل العم اسماعيل الشخص الذي ردعليه من جوال والدي اين انيس فاجاب الشخص قائلا انا ضابط المرورالنقيب طلال الحارثي اتحدث معك من جوال انيس الذي انتقل الى رحمةالله بحادث مروري في الخط الدائري بجوارمدخل حي الزهورالقديم الذي يبني الان مبنى رياضة المعروف بوقت اللياقة .كنت جالسابين زملائي بداية الاتصال ووقفت ولم اصدق من هول الفاجعة.
سالني المتصل العم اسماعيل بان والدك وقع له حادث مروري اهذاصحيح فقلت له من يقول من الذي تحدث بهذالهراء اتق الله يالعم اسماعيل ،فاخبرته بان والدي لم يكن متعوداعلى الخروج من المنزل مثل هذه الوقت فقلت له لااعلم ماتقول ياعم اسماعيل،حتى اقفلت خط الاتصال،وبعدذلك اخبرت زملائي ماقال العم اسماعيل .
وبعدذلك قمت بالاتصال على اخي احمدوقلت له ان يذهب الى البيت مسراعا ويتاكد بوجود والدي في البيت ام لا،وقبل اتصالي لاخي لم يدرفي بالي بان اتصل على جوال والدي من هول الفاجعة حتى ذكرني زملائي بان اتصل على جوال والدي .وقمت بالاتصال على جوال والدي فاذابصوت غريب غير الذي اسمعه دائماعلى هذالرقم ،اساله اين انيس فيحبرني بان انيس انتقل الى رحمةالله ولم اصدق ايضافقلت له بان يحلف فسالني الضابط من انت فقلت له انا ابن انيس فاخبرني بان احضر الى ادارةمرورالنزهةحالا.
وفي طريقي الى ادارة المرور ورداتصال اخي احمد يخبرني بان والدي غير موجودفي البيت ويخبرني ايضا بان هناك اشخاص بجوار البيت وهم اصحاب والدي يتكلمون بهمس ويسالون عن والدي وهم يعلمون بماحدث لوالدي ويخافون كيف يخبرنا بان والدنا توفي من هول الفاجعة حتى قام احدهم بالاتصال على يسالني اين انت فقلت لهم انا الان في طر يقي الى ادارةالمرور .
وفي طريقي الى ادارةالمرورلم يصمت جوالي بسبب الاتصالات الكثيرة،يسالونني عن والدي لكن لم استطيع بسبب بكائي الشديد ان اقوم بالردعلى اتصالاتهم حتى قاموا زملائي الذين كانويرافقونني طوال اليوم باالردعلى جميع المكالمات.
وبعدوصولي الى ادارةالمروراخبرتهم باني ابن انيس فقامو بعض رجال المرور بتقديم التعازي.
وبعدذلك اخبرني الضابط بان والدي توفي وهوحاول العبورمتوجها الى حي الخالدية برجليه طريق الخط السريع الذي يقع بين حي الخالدية وحي الزهور
بجوارمخرج حي الزهورالقديم على اليسار متجهاكوبري الكعكيةوصيدليةغايةعلى اليمين ،واضاف الضابط بان قائدالسيارة الذي يحمل عائلته في سيارته متوجهالاداءالعمرةلم يكن مسرعاواخبرني بان والدي الذي اخطا في عبورالخط السريع.
واخبرني الضابط بان الحادثة وقعت عندالساعة11:13دقيقة مساءولم يصل سيارة الاسعاف الى ان فارق الحياة في الساعة11:30دقيقة.
وفي نهاية اللقاءقام الضابط النقيب طلال الحارثي بتسليم جميع محتوايات والدي الذي كان يحمل في جيبه مثل المحفظة وبعض الاوراق الخاصة والمبالغ المالية،وخطاب لادارة مستشفى الملك فيصل بالششة لتسليم الجنازة.
وبعدذلك غادرت ادارةالمرورمع زملائي الذين كانويحاولون التخفيف عني .
وفي طريقي الى البيت كنت افكركيف اخبراسرتي بوفاةوالدي ظننت انهم لايعلمون بالوفاة وعندما وصلت الحي مع زملائي واذابي تفاجات باالكم الهائل من حضورالاقارب والمعارف واهل الحي في شارع الرئيسي بجوارالبيت وكانت عندالساعة 2:30دقيقةليلا وكان المنظررائعابوجودجمع من الاهالي في هذالوقت المتاخرمن الليل ، وفي وسط الجموع ناديتهم باعلى صوت بان يسامحوجميعاوالدي على كل من اخطالان والدي اخطافي كثير من الناس بسبب صراحته المعهودة على كل من يواجهه .
وبعدذلك قمت بضم اخواني الذي يصغرونني جميعافي حضني وهم يبكون واعمامي يتنحنون كثيرا واصحاب والدي ايضا.
وبعدان هدؤوا جميعا اتجهت الى داخل المنزل لاواسي والدتي واخواتي اللواتي يصغرونني جميعاتفاجات ايضابالكم الهائل من نساءالحي والاقارب داخل المنزل.
وبعدخروجي من المنزل قمت بتلقي العزاءمن الحاضرين حتى قام بعض الجيران جزاهم الله خيراباحضارمالديهم من فرش ومياه شرب باردة ومشروبات ساخنة لضيافةالحاضرين في هذالوقت المتاخرمن الليل.
قبيل صلاةالفجرغادروالحاضرين بعدان اخبرتهم بان اصلي على والدي بعدصلاةالجمعة.
وبعدنهايةصلاةالفجرتفاجات بالمصلين الذين اكتظوبداخل المسجد اول مرة في مسجدنا يحضربهذالعدد لاداءصلاةالفجرقام امام المسجدبالقاءكلمة عن الفقيدحتى تفاجاؤوبعض المصلين الذين لم يعلمواوفاةوالدي بسبب الوقت المتاخرمن الليل بالخبرالمفجع وفي نهايةالكلمة قام امام المسجدبدعاء للفقيدبالمغفرةوالرحمة .وفي مؤخرةالمسجد قمت بتلقي العزاء من المصلين.
وكان اخي عمرالذي لم يكن يحمل الجوال انذاك قام بالردعلى جميع مكالمات الواردةعلى جوال ابي .
وفي صباح يوم الجمعة عندالساعة6والربع تقريبا قام احدالمقربين لوالدي بالاتصال على جوال والدي الذي كان يحمل في جيبه الخاص وكان صوت الجوال يعمل ولكن الشاشةلم يكن واضحااطلاقابسبب اصطدام الشديدلوالدي من السيارةحتى لااستطيع مشاهدةارقام المتصلين.
الذي اتصل على جوال ابي كان يسال من اخي عمرالذي لم يكن يعلم من المتصل اين والدك فاجاب قائلابان والدي توفي بحادث مروري.فكان الخبر كالصاعقةللمتصل ولم يصدق على ماسمع واقفل الجوال ووصل الى بيتنا مسرعابسيارته الخاصة وهومن ساكني حي الخالدية ويخبرناقائلا: بان والدك كان حاضرافي مجلسي بحي الخالدية عندالساعة10والنصف ليلا وقام بالحديث معي في موضوع يخص بينهما وبعدذلك رافق والدي الاخ زكريابسيارته الى حي الزهورحتى يوصل ابي الى حي الكعكية مقرسكنه وبعدذلك اعتذروالدي من الاخ زكريابمرافقته لتاخيرالوقت كثيرا بسبب انشغال الاخ زكريا،وغادروالدي سيارةالاخ زكريا متوجهاالى بيته القريب الذي يقع خلف حي الزهوربحي الكعكية ،وبعدمغادرته بـ10دقائق قام ابي بالاتصال على الاخ زكريا مرةاخرى فساله بانك تحضرالى بيتي في الوقت الذي اراد ابي فاعتذرالاخ زكريا بسبب تعبه الشديد قائلا بانه لم يحضر ويرسل احدالعاملين لديه بديلاعنه في امر يخص بينهما فاخبره ابي بان يحضر حالامرةاخرى الى الاخ زكريا بحي الخالدية مشيابقدميه ليتحدث في امر نسي ان يقول للاخ زكريا اولا ،وبعدذلك اقفل الاثنان جوالهما ،وكان الاخ زكريا في انتظاروصول ابي الذي لقي حتفه بعدخروجه من مدخل حي الزهورالقديم متوجها الى الاخ زكرياالذي غادرمن مكان الانتظار بعدطول انتظاره ظن ان ابي لم يات ولم يتصل وذهب الاخ زكريا بيته لينام بعدان فكربان يقابله بعدالفجر,وبعداداءصلاةالفجرقام الاخ زكريا بالاتصال على جوال والدي ليتحدث معه في امروعده ليلافاذابالاخ زكرياتفاجابخبروفاةوالدي حتى حضرالى بيتنامسرعاليخبرماحصل لوالدي في اخراتصال مع الاخ زكريا.
وبعدمرورساعةونصف بعدصلاةالفجرصباح الجمعة اتجهناالى مستشفى الملك فيصل بالششة لاستلام جثمان الفقيدرحمه الله وتم استلامي تقريرامن ادارةالمستشفى مكتوباباسباب الوفاة/النزيف في الراس وكسورالساقين وكسرفي الضلع الايمن وبعض التشنجات والكدمات في جسمه .
وبعض انهاءكافةالاجراءات من قبل ادارةالمستشفى وقعت مشادةكلامية بين قائدي سيارتي نقل الموتى وتجهيزه بجامع التوحيدوجامع المهاجرين اللذان تنافسابنقل جثمان والدي الطاهر حتى وقعت في امرمحرج جداوبعدذلك قمت باختيار جامع التوحيد.
وبعدوصولنا مغسلة جامع التوحيد كان جمعاغفيراينتظرنا من الاهالي .
عقب تكفين الجنازة احضرت للبيت عبرسيارةنقل جامع التوحيد حتى يتم القاءالنظرةالاخيرة من الاهالي والاقارب .
وبعدوصولناالبيت حاملابالجنازة واذالحارة مكتظةباالحضوروالجمع الكريم ،وعقب القاءالنظرةالاخيرة من الاهالي.
غادرنابالجثمان الى المسجدالحرام لاؤودي الصلاة على الفقيدبعدصلاة الجمعة وبعدوصولي المسجدالحرام قمت بطواف الكعبة قبيل اذان الجمعةالاولى ،وبعدصلاةالجمعةقام الشيخ سعودالشريم بالصلاة على الجنائزاللتي تجاوزت 18 في هذاليوم المبارك .
وبعدالصلاة على ابي رحمه الله حملنا جثمان الطاهرعلى أكتافناحتى وصلنامقابرالمعلاةليوارى الثرى على ابي ،عقب وصولنا المقبرةتم دفن الجثمان بعدحضورجمع كبيرمن الاهالي والاقارب.
وفي مساء يوم الجمعة كان اول يوم من ايام العزاءالثلاثة وعلى مدى ثلاثةايام قمت بتلقي العزاءالسبت والاحد والاثنين في بيتنا الكائن بحي الكعكية،ولايفوتني ان اشكركل واسانا في مصابناالجلل واسال الله سبحانه وتعالى ان لايريهم مكروها،والشكرموصول الى كل من وقف معنافي ايام العزاءلتقديمهم من عشاء ومشروبات واشياءكثيرة جزاهم الله خيرا.
وبعدنهايةايام العزاء الثلاثةقمت بمراجعةادارةالمرورلانهاءكافةالاجراءات ،سالت ضابط القضية عن الشخص الذي تسبب في وفاةوالدي فقام الضابط باعطائي عنوان الشخص مكتوبابالاسم/جمعان محمدسعيدالزهراني ورقم جواله وبعدذلك غادرت المرورولم انجزشيئا،وبعدوصولي البيت قمت بالاتصال على الاخ جمعان الزهراني الذي تسبب في وفاةوالدي بسيارته الخاصة بعدان حضرمكةالمكرمةمن محافظةقلوةلاداءالعمرة سالته بانك الاخ جمعان فاجاب بنعم فاخبرته باني ابن المرحوم أنيس الذي توفي بحادث مروري فكان الاتصال طويلا ،فعاتبته كثيرالعدم زيارته لناحتى في ايام العزاء فتحمل اعتابي ،وبرربانه غيرمصدق بماحصل له حتى لايستطيع ان ينام ليلاونهار بسبب الفاجعةالكبرى .
واضاف قائلا بان والدك حاول عبور الخط السريع ولكن سقط رميا امام السيارةكرمى الورقة امام اعين الانسان ولم استطيع ان اتفادى المشكلة حتى وقع والدك امامي ،وبعدنزوله من السيارة اللتي تحمل عائلةالاخ جمعان وهم يصرخون ماحصل لهم من ابنهم قام الاخ جمعان بالاتصال على سيارةالاسعاف ولم يحضرالافي وقت متاخر بعد ان فارق الحياة .
سالته ماذاكان يقول والدي قبل الوفاة فاجاب بان مرتادي الطريق منعه من الاقتراب لوالدي لانه كان متاثر حتى لاينصدم على ماحصل له امام اعينه
كان ابي:
والدي دخل البلدالمملكة وهو في السابعة من عمره .
والدي تزوج وهوفي العشرين من عمره من والدتي اللتي دخلت المملكة وهي في الثامنةمن عمرها.
والدي الذي كان يعاقب جميع ابناءه بسبب تاخيرهم خارج المنزل بعدالساعة11ليلاحتى عاقب اكبرابناءه قبل وفاته وهومحمد.
والدي الذي كان يعاقب ابنائه لعدم خروجهم مع سماع الاذان ليكون حاضرافي المسجدلاداءالصلاةمن وقت مبكر.
والدي الذي افنى عمره حتى ان يقوم ابناءه بحفظ القران واستطاع معظم ابناءه ان يحفظ القران .
والدي الذي كان صريحاوناقدافي اقواله وافعاله لاصحابه.
والدي الذي كان ينصح اخوانه واصحابه ان لايعبرو الشوارع الرئيسية خوفا من تعرضهم حوادث السيارات.
اللهم اغفرلناولوالديناولجميع المسلمين