تتعالى صرخات الطفولة على أرض فلسطين الطاهرة من أفواه أبرياء فقدوا آباءهم بفعل العدو الصهيوني وآلته الحربية الذي يستهدف بها كل ما هو فلسطيني.
من منا لايعرف الطفلة الفلسطينية هدى غالية التي صرخت بأعلى صوتها أبي أبي ..عندما استهدفت قذائف البوارج الحربية الصهيونية عائلتها وضحكات إخوتها، وحنان أمها وأبيها على شاطئ بحر السودانية شمال قطاع غزة عام 2006 فأبكت الكبار بكلماتها وسالت دموع كل من رأى المشهد لهوله.
عندما حلت الفاجعة بعائلة غالية على شاطىء بحر غزة كانت الطفلة هدى لا تتجاوز 11 سنة، واليوم وبعد سبع سنوات على هذه المأساة كبرت هدى وتغيرت ملامحها وازداد حقدها على المحتل الصهيوني.
فاليوم جئنا مهنئين لهدى التي أنهت الثانوية العامة في مدرسة في شمال قطاع غزة بنجاح وستدخل الجامعة.
مراسلة موقع رسالة المرأة التقت بهدى غالية التي أكدت على أنها ستلتحق بالجامعة الإسلامية بغزة وستتخصص في دراسة القانون لتتعلم كيف تحاكم العدو الصهيوني الظالم القاتل للبراءة الفلسطينية والقاطف لزهرة شباب فلسطين والميتم للأطفال.
وتشير هدى أنها ستدرس المحاماة لمحاكمة قتلة عائلتها موضحة أنها استطاعت أن تتفوق وتتحدى المحتل الذي حاول قتلها وهي تلعب على شاطئ البحر مع أخوتها وملاحقته في المحاكم الدولية للاقتصاص منه.
تقول هدى غالية: "بعد المجزرة الصهيونية التي ارتكبت بحق عائلتي واستشهد حينها خمسة منهم فيما جرح الباقي.. عشت أيام صعبة جداً.. أيامًا حالكة السواد، فقدت فيها حضن أبي الدافئ وأخوتي الأطفال حتى من بقي... بقي بإعاقة دائمة لتبقى آثار الجريمة الصهيونية على أجسادهم شاهدة على ظلم وحقد المغتصب الصهيوني على كل ما هو فلسطيني".
وتذكرت هدى حنان والدها وتوقفت عن الحديث وسالت الدموع من عينيها، وقالت: كمكافأة لي أنا وأخوتي على نجاحنا في المدرسة وعدنا أبي أن يأخذنا في رحلة للبحر فأعدت أمي لنا الطعام وجهزت ملابسنا ولكن فرحتنا لم تكتمل ...
وعن سؤالي لها: لماذا صرخت أبي أبي وقتها لم تصرخي إلا بهذه الكلمات؟