الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المرسلين.
" قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون" تتفقون معي أيها الأفاضل أن لكل داء دواء، وأن العليل كلما عرْض نفسه لأسباب المرض أخر بذلك شفاءه، أو ربما أهلك ذاته. فلنمثل لأنفسنا الآن أن (شرود الذهن) في الصلاة وفقدان الخشوع فيها داء من الأدواء، ففي نظركم، ما الذي سيكون سببا في تهييج هذا المرض وجعله يزيد فتكا بسلامة صلاتنا وحسناتنا؟! نعم أيها الإخوة، إنها (المعاصي والذنوب)!..
إخوتي الأكارم! كل منا يعرف نفسه، ويعرف ذنوبه، فلنحذر من (استصغارالمعصية) فيكون شؤمها علينا عظيم! فضلا أخبروني! أليس فقداننا للذة مناجاة الخالق من أقسى العقوبات؟؟! لماذا نغفل عن (محاسبة أنفسنا) ونستسلم لعادات تفتكك بصفاء قلوبنا وتعصف بحسناتنا فتجعلها كهشيم تذروه الرياح..!
فكيف أخشع وأنا أجالس أهل الغيبة والنميمة؟!
وكيف أخشع وأنا أتابع المسلسلات والأفلام التافهة على التلفاز؟!
و كيف أخشع وأنا مدمن على المحادثات المحرمة عبر الانترنت والهاتف؟!
وكيف أخشع وأنا عاق لوالداي؟!
وهلم جرا لأمور قد لا تنكرها قلوبنا لكثرة ما تتردد في حياتنا! وما أسوءها من عقوبة أن يأتي الواحد منا الذنب فيراه كالذباب يهش عليه بيده من أنفه!! ثم (يعاوده فيتعوده) فلا يجد في نفسه إنكارا له..
أيها الإخوة الأنقياء! ما الذي يضرنا لو أننا توقفنا قبل أي تصرف وعمل لنسائل أنفسنا:" هل هو طاعة أو معصية؟ أو مضيعة للوقت؟" "هل هو مما يرضاه الله لي ويحبه؟" "هل لو ختم الله لي به سيكون من علامات حسن الخاتمة أم عكس ذلك؟"..
إخوتي الأكارم! أوصيكم ونفسي بترك الذنوب لأنها قاتلة للقلوب بامتياز! فكيف لقلب ميت أن يحضر في الحياة فضلا عن أن ينفعنا في الصلاة! وأختم الحلقة الأولى بمقولة نفيسة لابن القيم رحمه الله حيث قال: " الذنوب جراحات، ورُب جرح وقع في مقتل! "
يتبع...