إنفلونزا الدين
هي حساسية مفرطة لكن لا يمكن تشخيصها تشخيص مرضي مادي لأنها لا تصيب الأجساد و لا يمكن
علاجها بتناول الادوية ، رغم أنه لها نفس خواص الحساسية العادية و تنتشر بالعدوى كالإنفلونزة
تماماً لكنها إنفلونزة من نوع آخر ولا تصيب الاجساد لكنها تصيب العقول ، لكن ليس كل العقول .
إنها إنفلونزة الدين !
و هي مصطلح أطلقته على المصابين بحساسية شديدة من كل ما هو ديني و إسلامي ، أو بمعنى آخر
من كل مظاهر الإلتزام و التدين في المجتمع ، يعني عبادة و تعامل و أسلوب حياة .
تاريخ ظهور المرض:
نشأته قديمة منذ ظهور المنافقين زمن الرسول صلى الله عليه و سلم ثم اطلقت مسميات كثيرة عليهم
حتى أصبحوا في يومنا هذا يعرفون بـ العلمانيين أو الليبراليين الجدد ، و المستقلين منهم يسمون
أنفسهم دعاة الحرية و التحضر في مجابهة دعاة التطرف، لكن انتشارهم الحقيقي و الكبير و سرعة
انتقال عدوتهم إلى عقول الشباب كانت بعد احداث 11 سبتمبر التي جعلت من أفكارهم بيئة خصبة و
غنية للإنتشار و التكاثر.
تشخيص المرض :
بإمكانك معرفة المصابين به عن طريق التعرف على الاعراض المرضية التي تظهر عليهم :
- حساسيتهم المفرطة تجاه أي شخص يكتب بإسلوب ديني و يستخدم دائما الخطاب الديني ،
- لذلك تجدهم يناقشونك بإنفعال واضح تارة و بإدعاء الحرية الفكرية تارة أخرى.
- يقلبون الحق باطل و الباطل حق، و هم متخصصون في هذا و يملكون درجة عالية من
- الإحترافيه فيه.
- استخدامهم لعبارات و أفكار معروفة و محفوظة يرددونها دائماً في أي تدوينة تناقش مواضيع دينية و يعرضون نفس الأفكار التي يعتقدون أن فيها ثغرة دينية أو ضعف بإمكانهم من خلاله النيل من الدين أو من صاحب الفكر الديني.
- يصورون أن كل من يتحدث بالدين إما متطرف ديني أو صاحب فكر إرهابي أو شيخ لا يفهم الحياة ولا يرى أبعد من أنفه حتى لو كان ذاك المدون يتحدث بوسطية سمحاء و بكثير من الإنفتاح على الآخر، طالما صاحب فكر ديني فهو في نظرهم متطرف ، فالحرية عندهم هو ترك الدين في البيت عند الخروج للحياة و يفضل حتى تركه نهائيا لافي البيت ولا حتى خارجه !
- استخدامهم لأشخاص داعمين لفكرهم في الغالب يكونون هم أنفسهم حتى يعتقد المدون صاحب الفكر الديني أنه على باطل و هم أصحاب الحق عملاً بالمقولة القائلة “الكثرة تغلب الشجاعة”.
- يعلقون على أي موضوع ديني و كأنهم يملكون جرس انذار عند كتابة أي تدوينة تحتوي على أحاديث نبوية و آيات قرآنية أو أفكار دينية .
- منهم من يوحي إليك بأنه من أشد المدافعين عن الدين و أنك أنت من تسيء لهذا الدين و تجعل منه دين تطرف و إرهاب في حين أن الدين منفتح على الآخرين و يقبل بكل ما هو جديد ، و هذا الإسلوب هو أخطر الأساليب التي يتبعها هؤلاء لأنها تنال من ضعاف النفوس و حديثي الولادة في غياهب الخطاب الديني .
- متناقدون لدرجة كبيرة، يطلبون منك الإبتعاد عن استخدام الآيات القرآنية و الأحاديث في النقاش و يستخدمونهم هم لو أرادوا إقناعك بحجة أو منطق معين ، و يطالبونك بتقبل أفكارهم و توجهاتهم و يرفضون هم أنفسهم تقبل فكرك و يهاجمونك عليه.
- يؤمنون بالمقولة المشهورة التي يرددونها و منهم لا يفهم معناها ” الدين لله و الوطن للجميع ” .
كيف تتم العدوى :
في الغالب تتم العدوة عند من يشعرون بضعف إيماني تجاه ما يؤمنون فيه أو عندما يشاهدون أن الغالبية ممن حولهم يعارضون ما يؤمنون فيه بل و أكثر ما قد يضعفهم فتنتقل العدوة إليهم بسهولة هو متابعتهم للكثير من المحطات و البرامج التي تمثل أبواق لأصحاب الفكر العلماني أو تلك التي تنفد مشروع و مؤامرة مخطط لها للنيل من كل مظاهر الدين في المجتمعات الإسلامية.
حينها تجد هؤلاء ينساقون وراء أبواق هؤلاء و يرددون ما يقولون دون أن يكون لهم فكر مستقل و تجد هذا عند الخوض في نقاشات مطولة معهم يدورون في حلقة مفرغة و يرددون ما يسمعونه دون فهم و إدراك لما يقولون.
أنواع المصابين بإنفلونزة الدين :
- نوع خبيث ، و هو المنتج لهذا الفيروس و هو من يوجهه و يقويه و يعطيه المناعة اللازمة ، و يصيب به الآخرين، و أصحابه لا يشعرون فقط بحساسية شديدة تجاه الدين، بل بالكره و الحقد و الغيرة من هذا الدين.
- نوع متوسط الخباثة ، سار مع ركب النوع الخبيث و أعجبته أفكارهم و ثقافتهم التي يتمتعون بها و حضارتهم المزعومة و مناداتهم بالحرية الزائفة و أكثر ما أعجبهم تحقيق فاسئدتهم و مصلحتهم في تهميش الدين ، و هم الخادم للنوع الأول.
- نوع حامل للمرض لكنه لا يعدي : و هذا النوع هو الاكثر وجوداً في جيل الشباب ، و هم الذين يؤمنون بالدين و كل مافيه و بانه دستور حياة لكنهم يخشون أن يوصفوا بالتطرف و الإرهاب و التشدد لو عملوا بما يؤمنون به ، فتجدهم يسارعون إلى امتداح هؤلاء و تقديم الولاء و الطاعة لهم لا إيمانهم بهم و غنما مخافة منهم .
بعض أساليبهم و أفكارهم :
- تتحدث مثلاً عن سماحة الدين و وسطيته لكن تشدد على وجوب الإلتزام بتعاليمه، فيضربون لك أمثلة لا علاقة لها بكل ما تتحدث عنه ، مثل ما قام به بن لادن و تفجيرات العراق و الخلاف بين السنة و الشيعة .
- تستخدم إسلوب حضاري في الحوار و منفتح على الآخر ، يحاولون تصويرك عكس هذا بانك لا تقبل الرأي الآخر و بأنك منغلق على أفكار الآخرين و بان الدين هو سبب هذا الإنغلاق و التطرف الفكري، طيب لو فرضنا أننا لا نقبل الرأي الآخر لماذا ينتقدون الدين بدل من انتقاد من لا يفهم الدين في نظرهم لو أردنا التصديق بسلامة نيتهم.
- تحاورهم بأسلوبهم فيغضبون، و يحتدون في النقاش و إن خاطبتهم بإسلوبك يصفونك بكبت الحريات.
- تتحدث عن الحجاب فيخبروك كم الفتيات اللاتي يلبسن الحجاب عنوة عنهم و كأن كل فتاة تلبس الحجاب تلبسه مجبرة و يخترعون لك أمثلة من عقولهم و يوهمون القارئ أنها أمثلة واقعية لكنك تظنها لوهلة خارجة من أحد أفلام الخيال العلمي.
- تتحدث عن العري في الأفلام العربية و تطالب بمحاربة تلك المظاهر في مجتمعاتنا، تجدهم ينتقدون هذا التوجه و يطالبونك بترك كل شخص على حريته فتسألهم هل تقبلون بزوجاتكم و أخواتكم بأن يكونوا على حريتهم المطلقة ، لا يردون عليك أو يخبروك برفضهم هذا الإسلوب في الحوار.
- تتحدث عن الصلاة و وجوبها، فيأتي من ينتقدك انتقاد شديد و يطلبك بترك الحديث عن الصلاة و الحديث عن قضايا تمس الجتمع كالرشوة و الفساد ، و كأنك في موضوع واحد بإمكانك الحديث عن كل قضايا المجتمع ، طيب اليوم نتحدث عن الصلاة و غدا نتحدث عن الفساد فأين المشكلة في هذا ؟
- يناقشونك في قشور الدين و يرفضون مناقشتك في لب الدين و يخلطون بين المسلم و الإسلام في كل نقاشاتهم.
- تتحدث عن الشذوذ الجنسي و رفض الدين له يترجونك أن لا تقحم الدين في هذه القضية ، طيب بماذا أقحم الدين ؟ في وجوب جمع الصلاة و قصرها ؟ أما فيما يتعلق بالفائدة و الربا و شرب الخمر و ضرر التدخين لا أقحام للدين !
الوقاية من المرض:
المصابون بإنفلونزة الدين خطرهم على الدين يكمن بأن منهم من يلبس رداء الإسلام في نقاشه و يخلعه بعده ، و يمرر في نقاشه الكثير من الأفكار المسمومة و يمرر فيها الكثير من العبارات الدينية المغلوطة ليوقعك في فخه، لذلك يجب الإنتباه من هؤلاء بتقوية الإيمان و الإطلاع على طريق مجابه أفكارهم و عدم الخوص معهم في نقاشات مالم نكن متمكنين مما نناقش فيه و طلب مساعدة من يفهمون الدين فهم صحيح و متمكنون من الرد على افتراءات هؤلاء، و معرفة تشخيص المرض معرفة جيدة حتى نعرف المصابين منهم فنتجنب إنتقال المرض إلينا
منقول