رُبّ قـلمٍ قـالَ لِصَاحِبِهِ دَعـني
يقول ابن المعتزّ
" القلم مجهزٌّ لجيُوشِ الكَلام ،
يخدِمُ الإِرَادةَ ، و لا يملّ الاستِزَادة ،
يسكُتُ واقفاً ، و ينطِقُ سائِراً ،
على أرضٍ بياضُها مظلمٌ ،
و سوادُها مضيءٌ ... !! "
القلم
ذلك الواعظ الصّامتُ ، و البلِيغُ السّاكتُ ،
هو التُرجُمانُ عن المشَاعِرِ ،
و المُتحدّثُ بلسانِ الأَفكارِ و الخواطرِ ،
إذا امتطَى صَهوَة البنَانِ ،
عبّر عن السّرّ ، وخَوَافي الجنان ،
و إذا جَرَى مِدَادهُ على الأورَاقِ ،
أصبَحت أسيرةً لهُ الأعناقُ ،
وطارَ خبرهُ في الآفاقِ ،،
هو سلاحُ الكاتِب
،
يُرشَقُ به مشاعرُ ، وشعائرُ ، وشرائعُ .. !!
كم فرّق من جماعاتٍ ، وكم أُنزلَ من هاماتٍ ..!!
وكم فَضح من نفوسٍ ، وكم أزاحَ القناعَ عن وجوهٍ !!..
هو الأمانة التي تحمّلها صاحبُه ،
فكَان بحملها للخَيرِ رَسُولاً ،،
أو كانَ بحملِها ظلوماً جهولاً ..!!
وربّ قلمٍ استصرَخَ بين يَدي صاحِبه ، قائلاً : دعني ..!!!