عندهم، ولهذا كانت مواقفهم من الفتن متقاربة إن لم تكن متماثلة، لحرصهم على العبادة فرضها ونفلها.
والآن، وفي هذا الزمن العصيب ومع كثرة الفتن والملاحم تجد الرجل فينا يسمع النداء لصلاة الفريضة خمس عشرة جملة ثم يتأخر عنها وقد لا يأتي إلا حين الإقامة، فأين العبادة وكيف نرجو الخلاص والسلامة وهذا تعاملنا مع ربنا؟!
أما النوافل فكان السلف الصالح قليلا من الليل ما يهجعون، فما حظنا نحن من صلاة الليل، أم أن تلك النصوص المتكاثرة في منزلة وفضل قيام الليل خاصة بذلك الجيل؟!
هذا وإن الله عز وجل جعل للكون سننا ثابتة وقوانين لا تتغير ولا تتبدل ولا تزيد ولا تنقص، نستطيع من خلالها معرفة الأحداث ومآلات الأمور، كل ذلك في كتاب الله عز وجل: {فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا}.
فأين تدبرنا للقرآن؟ بل أين تلاوتنا له؟ هل نختم في كل خمس ليال كما كان عليه أكثر السلف أم كل ست أو سبع ليال؟ لا، إنني أقول: يا ليتنا نختم في كل عشر ليال! فكيف نطلب النور في ظلمات الفتن ونحن بعيدون عن كتاب الله عز وجل؟!
أسأل الله تعالى أن يكشف عن المسلمين ما بهم، وأن يُريَنا الحق حقاًّ ويرزقَنا اتباعه، وأن يريَنا الباطل باطلاً ويرزقَنا اجتنابه.
وصلى الله وسلم وبارك على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
|