السلام عليكم ورحمة الله بركاتـه
سـؤال
هل يوجد حديث عـن الرسول (ص) بأن الكـلام في المسجد يأكل الحسنـات؟
أرجو الإفادة مع الحديـث، وجزاكم الله كل خيـر
*********
جـواب
وعليكم السلام ورحمـة الله وبركاته، وجزاك الله خيـراً.
أولاً: مـن حسن الأدب مع سيد ولـد آدم عليه الصلاة والسلام أن لا يُقتصـر في الصلاة عليه بـحرف صاد (ص) أو (صلعـم) بـل كره بعض العلماء الاقتصـار على قول " عليه السـلام "
أي الاقتصار على السـلام دون الصلاة عليـه، لأن الله قال:
( إن الله وملائكتـه يصلون على النبي يـا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمـاً )
قـال ابن جماعة: ويكره الاقتصـار على الصلاة دون التسليـم، ويكره الرمز بالصـلاة والترضِّي بالكتابة، بل يكتب ذلك بكمالـه. اهـ
ثانيـاً: لا يصحّ في ذلك حديـث عنه عليه الصلاة والسـلام، أي أن الكلام يأكل الحسنـات .
وقـد صحّ النهي عن رفـع الصوت في المساجـد، سواء كان بالقرآن أو بِغيـره من الكلام .
أمـا رفع الصوت بالقرآن، فقد سمـع النبي صلى الله عليه وسلـم يوماً أصحابه وهم يرفعون أصواتـهم بالقرآن، فقال:
( ألا إن كلكـم يناجي ربه، فلا يؤذي بعضكـم بعضا،
ولا يرفعن بعضكم علـى بعض في القـراءة )
رواه الإمـام مالك في الموطأ، والنسائي في الكبـرى، والحاكم
وقال: صحيح علـى شرط الشيخين. وهو حديـث صحيح.
وأمـا رفع الصوت بالكـلام في المساجد، فقد روى البخاري من طـريق السائب بن يزيد قـال :
كنـت قائما في المسجد فحصـبني رجل، فنظرت فإذا عمر بن الخطـاب،
فقال: اذهب فأتني بـهذين، فجئته بـهما.
قـال: من أنتما؟ أو من أيـن أنتما؟
قالا: من أهل الطائف.
قال: لو كنتما مـن أهل البلد لأوجعتكمـا ! ترفعان أصواتكما في مسجـد رسول الله صلى الله عليه وسلـم ؟
وبـوّب عليه الإمام البخـاري: باب رفع الصـوت في المساجد.
وروى عبد الـرزاق من طريق نافع قال: كـان عمر بن الخطاب يقول: لا تكثـروا اللغَطَ، يعني في المسجـد. والله تعالى أعلـم.
الشيخ عبدالرحمن السحيـم حفظه الله،
عضو مركز الدعوة والإرشـاد