زيادة (إنك لا تخلف الميعاد) في الدعاء
السؤال الثاني من الفتوى رقم (1760)
السؤال : إذا قال المسلم بعد الأذان: ( اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد ) فهل قوله في ذلك إنك لا تخلف الميعاد بدعة؟
الجواب : الأصل في الأذكار وسائر العبادات الوقوف عند ماورد من عباراتها وكيفياتها في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، لما رواه البخاري وغيره عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل : ( اللهم أسلمت نفسي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك، لا ملجا ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت ) فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تقول " ، فقلت – أستذكرهن : وبرسولك الذي أرسلت ، قال : " لا ، ونبيك الذي أرسلت " [ الإمام البخاري 7/146 ( ط استانبول ) ومسلم برقم 2710 وأبو داود برقم 5046 ، والترمذي برقم 3394. ] فأبى النبي صلى الله عليه وسلم على البراء بن عازب أن يضع كلمة : ورسولك ، مكان كلمة : ونبيك، في الذكر والدعاء عند النوم، وكلمة : ( إنك لا تخلف الميعاد ) وإن لم ترد في دعاء طلب الوسيلة للنبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان في دواوين السنة الستة لكن رواها البيهقي في سننه من طريق على بن عياض قال : حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، وذكر الحديث ، وزاد في آخره : " إنك لا تخلف الميعاد " وعلى هذا لا تكون زيادتها في دعاء طلب الوسيلة بعد الأذان للنبي صلى الله عليه وسلم بدعة ؛ لثبوتها في رواية البيهقي عن جابر.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر : اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة: عبدالرزاق عفيفي
عضو: عبد الله بن قعود
عضو: عبد الله بن غديان
==== ==== ==== ==== ==== ==== ==== ====
السؤال : زيادة (( إنك لا تخلف الميعاد )) في الذكر الذي بعد الأذان , هل هي صحيحة ؟
الجواب : هذه الزيادة محل خلاف بين علماء الحديث : فمنهم من قال : إنها غير ثابتة لشذوذها , لأن أكثر الذين رووا الحديث لم يرووا هذه الكلمة , والمقام يقتضي ألا تحذف , لأنه مقام دعاء وثناء وما كان على هذا السبيل فإنه لا يجوز حذفه لأنه متعبد به .
ومن العلماء من قال : إن سندها صحيح وأنها تقال ولا تنافي غيرها , وممن ذهب إلى تصحيحها الشيخ عبد العزيز بن باز وقال : إن سندها صحيح حيث أخرجها البيهقي بسند صحيح .
المصدر : فتاوى أركان الإسلام , لفضيلة الشيخ العلامة / محمد بن صالح العثيمين رحمه الله . صـ 286 : 287 .