بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النهاردة هنتكلم عن الموت وكلنا عارفين انه مرحلة من مراحل الآخرة.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أكثروا من ذكر هادم اللذات". ليه سموه بهادم اللذات؟لأن الموت لما بيجي بتبدأ لذات
الدنيا تتجسد أدام عنيك ولذة لذة تحس إنها بتتهدم آدي لذة الشهوة هدمت وآدي لذة اللعب هدمت وآدي لذة الفلوس هدمت وآدي
وآدي...
وبعدين إحنا هدفنا إننا نتذكر مش نخاف تعالوا نعيش لحظات هدوء بدون ألم.
سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه يقول:كل يوم يقال مات فلان مات فلان وسيأتي اليوم ويقال مات عمر وفعلا
مات عمر.
الحسن البصري يقول : يا بن آدم إنما أنت أيام إذا ذهب يومك ذهب بعضك ويوشك إذا ذهب البعض ذهب الكل.
ويقول أيضا:فضح الموت الدنيا فلم يترك لذي عقل فرحا. بمعنى: بقينا بنسمع دلوقتي عن كمية الشباب الكتيرة اللي بتموت
واحد بسبب المخدرات واحد مات وهو بيعصي واحد مات من غير سبب. موت الشباب دي تنبيه لشبابنا الباقية.
المشكلة إن الدنيا في قلوبنا ودة مينفعش المفروض نخلى الدنيا في ايدينا مش في قلوبنا المفروض قلوبنا يكون فيها ربنا والجنة
والنعيم اللي هتتنعم فيه يا جماعة مش هينفع نخلد في الدنيا الجنة اللي بقيالنا.
عن البراء بن عازب قال:
-خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله
عليه وسلم وجلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت في الأرض فرفع رأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب
القبر مرتين أو ثلاثا ثم قال إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض
الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجيء ملك
الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان قال فتخرج تسيل كما
تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك
الحنوط ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض قال فيصعدون بها فلا يمرون يعني بها على ملأ من الملائكة
إلا قالوا ما هذا الروح الطيب فيقولون فلان ابن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى
السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح لهم فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي به إلى السماء السابعة
فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة
أخرى قال فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسان فيقولان له من ربك فيقول ربي الله فيقولان له ما دينك فيقول ديني
الإسلام فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولان له وما عملك فيقول قرأت
كتاب الله فآمنت به وصدقت فينادي مناد في السماء أن صدق عبدي فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى
الجنة قال فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره قال ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول
أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له من أنت فوجهك الوجه يجيء بالخير فيقول أنا عملك الصالح فيقول رب
أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي قال وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من
السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس
الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب قال فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا
أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض
فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الخبيث فيقولون فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان
يسمى بها في الدنيا حتى ينتهي به إلى السماء الدنيا فيستفتح له فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفتح لهم
أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى
فتطرح روحه طرحا ثم قرأ ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق فتعاد
روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسان فيقولان له من ربك فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان له ما دينك فيقول هاه هاه لا أدري
فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هاه هاه لا أدري فينادي مناد من السماء إن كذب فافرشوا له من النار وافتحوا له
بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تحتلف فيه أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن
الريح فيقول ابشر بالذي يسوءك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه يجيء بالشر فيقول أنا عملك الخبيث
فيقول رب لا تقم الساعة .
واعرفوا يا جماعه إن قلبكم هو قبركم بمعنى لو قلبك مطمئن يبقى قبرك مطمئن ولو قلبك زايغ يبقى هتتبهدل في قبرك لو قلبك
موصول بربنا منور هيبقى قبرك منور لو واثق في ربنا هيثبتك في قبرك.
سيدنا عمر بن الخطاب يسأل أبى بن كعب بيقوله يا أبى كيف ينزع ملك الموت الروح؟
فقال يا أمير المؤمنين أرأيت إن أتينا بفرع شجرة كثير الشوك وأغرسناه في فم بن آدم فتعلق كل فرع وكل شوكة بكل عرق من
العروق ثم نزعه نزعا شديدا هكذا تخرج روح العاصي.
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار. تخيل إذا مؤمن عملك
الصالح يسليك ويقولك الكلام اللي يرقق قلبك. دة غير ما إن الملائكة بتصلي عليك.
تخيل وهما بيحملوك الى القبر فإذا كنت مؤمن هتقول قدموني قدموني. وإذا كنت عاصي هتقول:ويحي أين تذهبون بي؟
ويصرخ صرخة يسمعها كل من في السموات والأرض إلا الإنس والجن ولو سمعوها لصعقوا.
وتخيل القبر وهو بينادي عليك بيقولك : يا بن آدم أنا بيت الوحدة أنا بيت الوحشة أنا بيت الظلمة أنا بيت الدود هذا ما أعدت
لك فماذا أعددت أنت لي؟
يقول بن آدم: أعددت عبادة وصيام وترك معاصي وصلاة وحسن خلق وصدقات وتسمع منادي من قبل الله أن صدق عبدي
فافرشوا له من الجنة.
وتخيل بينادي العاصي بيقوله: يا بن آدم أنا بيت الوحدة أنا بيت الوحشة أنا بيت الظلمة أنا بيت الدود هذا ما أعددت لك فماذا
أعددت أنت لي؟
فيقول بن آدم: أعددت فجور ومعاصي غفلة عن الله سنين طويلة وتسمع المنادي أن كذب عبدي فافرشوا له من النار.
وأخيرا وبعد الكلام اللي قولناه دة الحل في ايديك أنت اللي ممكن تختار أدامك الفرصة عايز تبقى أي واحد فيهم؟ دي فرصتك
يا بن آدم مضيعهاش وإلا هتخسر كتير. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.