فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: “إني اجتويت المدينة فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بذود من إبل وغنم، فكنت أكون فيها، فكنت أغرب عن الماء ومعي أهلي فتصيبني الجنابة فوقع في نفسي أني هلكت فقعدت على بعير منها فانتهيت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم نصف النهار وهو جالس في ظل المسجد في نفر من أصحابه فنزلت عن البعير وقلت: يا رسول الله، قال: فحدثته فضحك فدعا انسانا من أهله فجاءت جارية سوداء بإناء فيه ماء ماهو بملآن انه ليتخضخض، فاستترت بالبعير فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فسترني فاغتسلت ثم اتيته فقال: ان الصعيد الطيب طهور مالم تجد الماء ولو الى عشر حجج”.
وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم ضحك من قصة الصحابي الذي أجنب وليس عنده ماء، فإنه صلى الله عليه وسلم ضحك أيضا من الرجل الذي وقع على أهله في رمضان، وهو فقير لا يستطيع ان يطعم، وضعيف لا يستطيع ان يصوم الكفارة، ومع ذلك يوقع نفسه في الحرج، ويفعل ما نهي عنه.
وفي ذلك قال ابو هريرة رضي الله عنه: “أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هلكت، قال: ما شأنك؟ قال: وقعت على امرأتي في رمضان، قال: فهل تجد ما تعتق رقبة؟ قال:لا، قال: فهل تستطيع ان تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا، قال: اجلس، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر فقال: تصدق به، فقال: يا رسول الله على من؟ والله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر منا، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت ثناياه، قال فأطعمه إياهم”.. وفي رواية البخاري: حتى بدت نواجذه.
منقول
أخوكم/محمد