{..
[ تنويع فنون الحسنات ]
ذلك أن النفس ملولة لا تحب لوناً واحداً ، بل تميل إلى التغير وتضجر من الرتابة
من أجل هذا وجب التنويع مع حفظ الفرائض وعدم تضييعها بالطبع
[ ولنضـرب لذلك مثلين ]
أ- كلنا يعلم مثلاً أنه ما من دواء يحي القلب ويلين قسوته أكثر من ذكر الموت
لكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يصف لناء دواء جديداً سيراً على مبدأ التنويع
فيقول : " أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه
من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك " .
:
ب - أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لاظل الإ ظله فذكر فيهم
" سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِى ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ الإِمَامُ الْعَادِلُ ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِى عِبَادَةِ رَبِّهِ
وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِى الْمَسَاجِدِ ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِى اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ
وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّى أَخَافُ اللَّهَ .
وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ "
:
لكن في حديث آخر يخبرنا أن الأمر ليس مقصوراً على هؤلاء السبعة فحسب؛ بل في التنويع معالجة لملل النفس وتوسيع لدائرة العفو
قال - صلى الله عليه وسلم - : " من أنظر معسراً أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم لا ظل الإ ظله " .
[ قبسات من كتاب سباق نحو الجنان ]