إن من نعمة الله علينا طرح مثل هذه التساؤلات ، التي تنم عن مدى غيرة السائلة على دينها واهتمامها بالحفاظ على أسباب ثباته ، و منها الدعوة الى الله تعالى
فشكر الله لكِ أيتها السائلة غيرتك على دينك ورغبتك في دعوة غيرك
و نحن معشر أهل السنة و لله الحمد نحب الخير للجميع ، ونسأل الله تعالى أن يهدي كل ضال ، ويثيب كل مطيع ، ونرجو الله أن يهدي أولئك الرافضة ..
اخت آمال الكلام في التعامل مع الشيعة يختلف باختلاف الحال ، فالشيعة بدعتهم العقدية مختلفة ، فإن كانت مفسقةً كبدعة التشيّع لآل البيت مسلمون فهم قد اقترفوا أشياء من البدع والمعاصي لا تخرجهم من دائرة الإسلام ، وتجب نصيحتهم وتوجيههم إلى السنة والحق وتحذيرهم من البدع والمعاصي ، فإن استقاموا وقبلوا النصيحة فالحمد لله وهذا هو المطلوب .
و أما إن أصرت هذه الأخت على البدع فإنه ينبغي هجرها حتى تتوب إلى الله وتترك البدع والمنكرات ( و منها أكيد ما استحدثته فى صلاتها من وضع للحجر نسأل الله السلامة ) ،و لأن هذا نوع من العقوبة لها ، فإذا كان يحصل بهذا الهجر حصول معروف ، أو اندفاع منكر فهو مشروع ، وإن كان يحصل بهذا الهجر من الفساد ما يزيد على فساد بدعتها فليس مشروعاً.
فلو رأيتِ أن عدم الهجر أصلح وأن الاختلاط بها ونصيحتها أكثر فائدة في الدين وأقرب إلى قبولها الحق فلا مانع من ترك الهجر ، لأن المقصود من الهجر هو توجيهها و توجيه غيرها إلى الخير وإشعارها بعدم الرضا بما هى عليه من المنكر لترجعوا عن ذلك و تسأل عن سبب هجركِ لها و تبحث عن الحقيقة .
و أما اذا كان الهجر يضر المصلحة الإسلامية ويزيدها تمسّكاً بباطلها ونفرة من أهل الحق كان تركه أصلح كما ترك النبي صلى الله عليه وسلم هجر عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين لما كان ترك هجره أصلح للمسلمين .
وأما إذا كانت بدعتها مكفّرة كسبّ الصحابة والغلو في علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم ، ودعاؤهم والاستغاثة بهم وطلبهم المدد ونحو ذلك ، أو اعتقاد أنهم يعلمون الغيب وغيره مما يوجب خروجهم من الإسلام ، فهنا لا يجوز بدؤها بالسلام حتى ولا مودتها ولا أكل ذبائحها مثلاً إن دعتكِ ، بل يجب بغضها والبراءة منها حتى تؤمن بالله وحده . لأنها حينئذ كفارة مرتدة و من نافلة القول انه لا ينبغى لكِ ايتها الفاضلة و يحرم عليكِ ان توثقى علاقتك بها . " وكنت أريد أن أوثق علاقتي معها " , فالفروق بين مذهب أهل السنة والرافضة جذرية وكبيرة جداً منها أن الرافضة يقولون بتحريف القرآن الكريم ، ويطعنون ويضللون جمهور الصحابة رضي الله عنهم ، ويغلون في أئمتهم ويعبدونهم ، ويفضلونهم على الأنبياء والملائكة ، ويحجّون إلى المشاهد والقبور ، ويمارسون عندها أنواعاً من الشرك بالله تعالى ، كما يعتقدون بالنفاق ويسمونها ( التقية ) ، كما يقولون بالبداء والرجعة والعصمة المطلقة للأئمة ......
وانظرى : ( مجموع فتاوى شيخ الإسلام 28 / 216 – 217 ) و ( مجموع فتاوى ابن باز 4 / 262 – 263 ) .
.. وننصحكِ بقراءة رسالة الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب أو كتاب مختصر التحفة الأثني عشرية للدهلوي ، أو فكرة التقريب بين أهل السنة والشيعة لناصر القفاري ....
و انطلقى معها من الكتاب والسنة مستعينة على فهمهما بأقوال وكلمات سلفنا الصالح و احمدى الله أن وضعكِ فى مثل هذا الموضع جعلكِ الله اهل لكل خير مهينةً عليه. . ورد فى حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه الذي يقول فيه : ( بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم ) وفي حديث تميم بن أوس الداري رضي الله عنه الذي يقول فيه: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الدين النصيحة)) –ثلاثاً- قال: قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: ((لله عز وجل ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولأئمة المسلمين وعامتهم)).
[GLINT] قال بعض السلف ان النصيخة هى عناية القلب للمنصوح له كائناً من كان.[/GLINT]
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: ما أدرك عندنا من أدرك بكثرة الصيام والصلاة، وإنما أدرك عندنا بسخاء الأنفس وسلامة الصدور والنصح للأمة،
وقال أبو بكر المزني: ما فاق أبو بكر رضي الله عنه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بصوم ولا صلاة، ولكن بشيء كان في قلبه، قال ابن علية: الذي كان في قلبه الحب لله عز وجل والنصيحة لخلقه.
وقال معمر رحمه الله: كان يقال: أنصح الناس لك من خاف الله فيك.
وقال الحسن: قال بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إن شئتم لأقسمن لكم بالله: إن أحب عباد الله إلى الله الذين يحببون الله إلى عباده ويحببون عباد الله إلى الله ويسعون في الأرض بالنصيحة.
[GRADE="00008B FF6347 008000 4B0082"]وقد كان الرسل جميعاً ناصحين لأقوامهم من كل قلوبهم باذلين ما بوسعهم لنفعهم وهدايتهم . . ولذا قال نوح عليه الصلاة و السلام لقومه: وأنصح لكم . وقال هود عليه الصلاة و السلام لقومه: وأنا لكم ناصح أمين . وقال صالح عليه الصلاة و السلام : ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين . وقال شعيب لقومه بعدما هلكوا: لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين .
نسأل الله سبحانه أن يبارك فى خطاكِ وأن يوفقنا وإياكِ للعلم النافع والعمل الصالح و أن يستخدمنا لدينه و الا يستبدل بنا، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل إنه ولى ذلك و القادر عليه
و صلى اللهم و سلم و بارك على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين
[/GRADE]