إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونسترشده
أما بعد :
قال تعالى في سورة القصص
" إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين (4) ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين (5) ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون (6) وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين (7) "
كثير منا أخوتي الاحبة يقرأ هذه الآيات وقليل من هم بها متدبرون وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء تدبر معي أخي العزيز كيف بدأ الله تبارك وتعالى قصة موسى وبني اسرائيل بذكر حالهم وشدة ضعفهم أمام طغيان وجبروت فرعون ، وأمثاله في عصرنا كثير كثير، ثم بعد ذلك مباشرة بشرهم بالبشارة " نريد أن نمن على الذين استضعفوا " والعبرة كما نعلم بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فالخطاب موجه إلى كل من استضعف بالارض من أهل التوحيد ما داموا على دين الحق ثم كانت أولى ملامح التمكين جعلها الله تبارك وتعالى تسلية وتثبيتا لنا إذ قال مباشرة بعد البشارة " وأوحينا إلى أم موسى " فأول صور التمكين أخي العزيز تابوت صغير فيه طفل رضيع تتلاطمه أمواج النيل لا حول له ولا قوة ثم صار نبيا ثم رفع بني اسرائيل من أسفل الأقوام إلى أعلاها ، فلا تيأس أخي في الله ووالله إن النصر منا قريب فنحن الآن كمثل موسى في التابوت والفراعنة حولنا كثير و الله خير حافظا وهو أرحم الراحمين
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه والحمد لله رب العالمين