السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،،
اخواني ، كنت مترددا و لم أعلم بأن أصابعي ستتجرأ بالكتابة عن نفسي ، و انني سأكون عنوان موضوع أكتبه بنفسي لنفسي و غيري ، اعلم يا أخي و يا اخيتي رعاكم الله بأن أبو شهاب ، أخوكم أحمد من الإمارات ، والشهير بويب ماستر ، سيكتب لكم حقيقة كان يعيشها في زمن مضى نسأل الله أن يثبتنا و اياكم على دينه .
منذ صغري وانا كنت أحب التفكير و البحث عن كل جديد ، أذكر أنني كنت أضع لنفسي برنامجا يتغير كل يوم حتى لا يصيبني الملل ، كنت احيانا اسمع أغاني أجنبية و أضرب بالعصى الخشبية الصغيرة بيدي الصغيرتين على طاولة المسجل متابعا لايقاع الموسيقى .. هذه اليدين التين هما نعمة من الله كانا لا يمسكان القرآن الا في المدرسة ، اما في المنزل فهما للعزف و الايقاع ، استغفر الله العظيم..
كنت أحب أن انوع خبراتي ، فكنت لا أكتفي بهواية واحدة ، فمرة أرسم بالفرشاة الملونة الزيتية صورا لأشكال مختلفة ، منها حيوانات و منها صور لأبطال الكرتون ... الخ
و مرة كنت أعزف على البيانو الصغير الذي كنت أحاول أن أقلد به كبار المايسترو (رواد العزف الأوركسترا) ، و من هنا بدأت المشاكل ...
تخرجت من الثانوية العامة ، و تعرّفت على أحد الأصدقاء ، الذين كانوا من هواة الفن ( نسأل الله العفو و العافية ) ، كنا نجلس معا و معنا عود اشتريته لألعب به و أعزف به ، فعندما وضعت يدي لأول مرة على العود ، وجدت نفسي أعزف ايقاعا جميلا ، بالرغم أن العود ليس منضبطا ( موزونا ) بالنوتة المطلوبة .. فانخدعت بنفسي ، و أكملت مشواري مع العود ...
تعلّمت العود على يد أحد المدرسين ، الذي هو بنفسه كان مهووسا بالموسيقى ، و بالفعل يا اخوان ، أصحاب المعازف تجدهم مهووسون نسأل الله العافية و نعمة العقل ، كان يعلمني المقامات ، و كنت بدأت أجيدها قليلا فقليلا ..
و أدهشت المدرس عندما عزفت أغنية "تعلّق قلب بطفلة عربية" بايقاع اماراتي على نهج ميحد حمد و بن روغة ، و كنت في ذلك الوقت أدخل الانترنت ، و كنت أقيم الجلسات و الحفلات الانترنتية و اسمع الناس عزفي و ايقاعي ، نسأل الله أن يتجاوز عنا ذلك اللهم امين..
لقد كان لي أنصار كثيرون ، فكانوا أصحابي يصحبونني معهم الى البر ( الصحراء ) و كنا نعزف لساعات في الليل ، حتى في رمضان شهر الصيام و الطاعة شهر القرآن شهر قيام الليل ، كنا نقيمه على العزف و الموسيقى و السوالف التي لا تفيد .. اللهم اغفر لي
عندما كنت اجلس امام الحاسب الآلي ، كانت الآلات الموسيقية من عود و جيتار و بيانو و طبل يشاركوني بجواري ، و كنت أجرب البرامج الموسيقية و الفلاتر و المرشحات و المؤثرات و كنت أصنع العجائب و أؤلف الموسيقى حتى ان أحد الموسيقاريين الأجانب طلب مني أن اعطيه شريطا لينتجه لفيلم أجنبي عالمي كبير ، فرفضت ، حتى انني قد تركت الموسيقى لبضعة اسابيع لأنني نفسيتي تعبانة
كنت اعاني من ألق و أرق و كنت لا انام الليل ، حتى انه أصابني أرق دام معي مدة ثلاث سنين ، كنت لا أنام الا ثلاث ساعات في اليوم فقط
و عندما كنت أحاول أن انام لم استطع ، ذهبت الى الطبيب ، فأعطاني أدوية للنوم ، و لكنها نفعتني للشهر الأول ، و بعدها لم تنفع
و لم تنفع معي أية أدوية ، لأن بالي كان غير مرتاح ، و المصائب تنهال علي من كل جهة ...
و مع ذلك ، كنت أعزف و أستمع للشيطان الذي يشجعني على العزف و الرسم ..
و بصراحة يا اخوان ، لا يوجد راحة ، كذبوا الذين يقولون بأن الموسيقى غذاء الروح ، والله لقد كذبوا ...
أذكر ، أنني كنت سألقي محاضرة في فندق انتركونتننتال أبوظبي ، وفي أثناء وقفة الفطور ، كانوا الحضور يشربون القهوة و الشاي ، رأيت بيانو أسفل القاعة ، فنزلت أنا و صاحبي لنجربه ، و جلست أمام البيانو ، و عزفت المقطوعة التي ألّفتها ، واذا بجميع الحضور ينظرون الي من فوق ، فوجدت نفسي محرجا ، و أوقفت العزف ، و بعدها انقلبت الأمور ...
كان لي زميل عمل ، انسان ملتزم ، يخشى الله ، طويل اللحية و قصير الثوب ، باختصار ( مطوّع ) ، كان يحاول معي دائما أن أذهب معه الى الصلاة ، و لكني أعتذر بسبب العمل ، و في الحقيقة ، لم يكن معي عمل ، بل أحسست بالخجل ، وجدت نفسي بأنني لا أستحق مزاملته ، جاء الي يوما بابتسامته المشرقة ، و وجهه المنير ، و أهداني كتاب صفة صلاة النبي صلى الله عليه و سلم للشيخ الألباني رحمه الله، و من هنا تغيرت أحوالي ..
شكرته على هديّته ، وفتحت الكتاب ، و شدّني اسلوب الشرح ، و تعلّمت الطرق الصحيحة للصلاة ، فوجدت نفسي أراجعها ، حتى أحسست بالطمئنينة
قلت ، استغفر الله العظيم و أتوب اليه ، فأعلنتها توبة الى الله ، و صليت صلاة الفجر أول صلاة صحيحة لي فأشرقت الدنيا لي والحمد لله رب العالمين
لقد كانت لي مشاكل و ديون عظيمة ، مبالغ للبنوك تسدد من راتبي ، و لم يكن يبقى لي شيئا من الراتب .. فعاهدت الله أن أسددها كلها ..
و جاء اليوم الذي سددت فيه كل ديوني ، انظر أخي الكريم ، معجزة من الله سبحانه و تعالى ، أنزل الله علي مالا لم أعلم كيف و متى ، هذا المال الذي أنزله الله لي دفعت به ديوني فانقضت والحمد لله كلها ، و نمت نوما لم أنم مثله من قبل ، الحمد لله رب العالمين
مشاكلي بدت تنتهي قليلا فقليلا ، و تذكرت قول الله سبحان و تعالى ، <font color=#990033><font face='traditional arabic' size=4>﴿</font>من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب<font face='traditional arabic' size=4>﴾</font></font> ، و بالفعل ، جعل الله لي مخرجا من الديون و من الهموم ..
كسرت كل المعاصي ، كسرت العود و كان عندي سبعة أعواد كسرتها كلها ، و كسرت الجيتار و الطبل و البيانو و جميع المعازف التي لدي
كسرت الأشرطة الموسيقية و الاسطوانات و الملفات التي كنت احملها للمغنين و المغنيات و كل شي يغضب وجه رب العالمين
بدأت مشواري قليلا فقليلا و التقيت بكم ، نعم انتم ، انتم يا احبتي في الله ، و كان لقائي بكم في غرفة الاحبة في الله ، و أصبحت مشرفا هناك ، وانا الذي كنت مشرفا في الغرف الشبابية و غرف الكمبيوتر و غيرها ، اصبحت عضو في غرفة اسلامية تدعوا الى الكتاب و السنة فالحمد لله رب العالمين
احيانا يا اخوان ، تجدوني اعترض على بعض الأناشيد و التي تكون فيها المعازف او تشابه لحنها لحن أهل الفسق و المجون ، قد يعترض البعض مني هذا التصرف ، و لكن يا اخوان ، لعل ذلك من تقدير رب العالمين الذي جعل أحد أخوانكم المسلمين الذي لديه الخبرة في المعازف يكشف تحايل هذه الأشرطة التي تدعي بأنها أناشيد اسلامية و فيها من المعازف التي حرم الله و رسوله صلى الله عليه و سلم السماع لها ...
يا احبتي ، جزاكم الله خيرا على صبركم و مروركم على هذا الموضوع ، فأنا لم أكتبه لأظهر نفسي ، بل لعل الله يهدي به أحدا ممن يعشقون المعازف و لا يعلمون بأنها سبب من الأسباب الرئيسية للشقاء في هذه الدنيا و الآخرة ، يكفي قول الله تعالى <font color=#990033><font face='traditional arabic' size=4>﴿</font>و من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا<font face='traditional arabic' size=4>﴾</font></font>
تقبلوا مني احبتي الشكر و التقدير ، اخوكم أبو شهاب ، ادعوا له بالثبات