http://www.aljazeera.net/mritems/images/2006/4/24/1_613567_1_34.jpg
تسارعت وتيرة الانتقادات الداخلية الموجهة للإدارة الأميركية بعد ساعات من تسجيل صوتي جديد بثته الجزيرة لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذي دعا أنصاره إلى مواصلة الجهاد ضد الولايات المتحدة.
ووجه السيناتور الديمقراطي جون كيري الذي كان مرشحا للانتخابات الرئاسية عام 2004، انتقادات لاذعة لإدارة الرئيس جورج بوش لفشلها في القبض على بن لادن، وقال إن ذلك يدعو لإقالة وزير الدفاع دونالد رمسفيلد.
في غضون ذلك نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مصادر في الاستخبارات الأميركية أن بن لادن موجود في أحد الأماكن الجبلية على طول الحدود بين أفغانستان وباكستان.
وأشارت المصادر إلى أن زعيم تنظيم القاعدة يعيش في مكان منفصل عن الرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري الموجود أيضا في المنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان.
وفي وقت سابق قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تأخذ على محمل الجد جميع "التهديدات الإرهابية" وتتحرك على كافة الجبهات من أجل الانتصار في حربها على "الإرهاب"، وذلك عقب دعوة زعيم تنظيم القاعدة في تسجيل صوتي جديد المسلمين إلى الجهاد لمواجهة "الحملة الصليبية".
واعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان -الذي أكد صحة التسجيل الصوتي- أن قادة تنظيم القاعدة وزعيمهم بن لادن يعيشون حياة فرار وتحت الضغط.
وأكد المتحدث أن واشنطن ستواصل حربها ضد "العدو في الخارج، ومن خلال هذا الأمر نجعل من الصعب عليهم التخطيط والتآمر على أميركا". وأضاف ماكليلان "أننا نحقق تقدما، هم فارون ولن ندعهم ينهضون".
حماس والسودان
وفيما يتعلق بإشارة بن لادن إلى أن الحصار المفروض على حكومة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وأحداث إقليم دارفور غربي السودان دليل على حرب صليبية على المسلمين، اعتبر المتحدث باسم حماس في غزة سامي أبو زهري أن تصريحات بن لادن تعكس اجتهاده الخاص.
وأوضح أبو زهري أن حركته مهتمة بعلاقات طيبة مع الغرب، وتدعو الدول الغربية لإعادة التفكير في مواقفها إزاء القضية الفلسطينية والأمة الإسلامية.
"
المتحدث باسم حماس في غزة سامي أبو زهري اعتبر أن تصريحات بن لادن تعكس اجتهاده الخاص
"
وفي الخرطوم قال المتحدث باسم الخارجية السودانية جمال إبراهيم إن بلاده غير معنية بتصريحات بن لادن، مؤكدا حرص الحكومة على التوصل لحل سلمي لأزمة دارفور يقطع الطريق أمام أي تدخل أجنبي.
وقد اتهم زعيم تنظيم القاعدة في كلمته الصوتية الغرب بمحاولة إثارة الفتن في السودان وفصل الجنوب، في إطار ما وصفها بحملة صليبية ضد الأمة الإسلامية.
وقال إن واشنطن ضغطت على حكومة الخرطوم "للتوقيع على اتفاقية ظالمة تسمح للجنوب بالانفصال بعد ست سنوات من توقيع الاتفاقية"، داعيا إلى رفضها باعتبار أن الجنوب جزء لا يتجزأ من أرض الإسلام.
كما اتهم بن لادن الولايات المتحدة بإثارة الفتن في دارفور مستغلة الخلافات بين القبائل تمهيدا لإرسال "قوات صليبية لاحتلال المنطقة وسرقة نفطها تحت غطاء حفظ الأمن هناك".
وحث زعيم القاعدة من وصفهم بالمجاهدين وأنصارهم في السودان وما حولها وجزيرة العرب على الاستعداد لحرب طويلة المدى ضد "اللصوص الصليبيين غرب السودان.. وهدفنا واضح وهو الدفاع عن الإسلام".
ورغم معارضة القاعدة المسبقة لمشاركة حماس في الانتخابات، فإنه اعتبر أن رفضها من قبل واشنطن وأوروبا هو بمثابة "حرب صليبية صهيونية ضد المسلمين".
وشكك بن لادن في مصداقية الأمم المتحدة، واعتبرها صنيعة الغرب ليحافظ على "عقيدته الاستعبادية للناس".
كما تطرق زعيم القاعدة إلى الوضع في العراق وباكستان وتيمور الشرقية والصومال والشيشان، معتبرا أن ما يجري بهذه المناطق أشكال من الحرب الصليبية.
"
بن لادن دعا إلى استمرار المقاطعة للبضائع الغربية، وتوسعتها لتشمل دولا تضامنت مع الدانمارك التي بادرت بنشر الرسوم المسيئة
"
الغزو الثقافي
وحذر بن لادن مما سماه الغزو الثقافي الذي يجتاح العالم الإسلامي عبر محطات التلفزة والإذاعة. ودعا المسلمين إلى الجهاد لمواجهة ما وصفها بالحملة الصليبية المتعددة المحاور التي تشمل هجمات عسكرية واقتصادية وثقافية وأخلاقية.
كما حذر من الاستجابة للضغوط التي تهدف إلى تغيير المناهج الدراسية وخاصة الدينية منها، وخطورة ذلك على أجيال الأمة.
وتحدث زعيم القاعدة عن عرض الهدنة الذي تقدم به سابقا، موضحا أن رفضه من قبل الولايات المتحدة يؤكد عدم رغبة ساسة الغرب في الحوار.
الرسوم المسيئة
وأكد بن لادن ضرورة معاقبة "أصحاب الجريمة النكراء التي ارتكبها بعض الصحفيين من الصليبيين أو من الزنادقة المرتدين بالإساءة إلى سيد الأولين والآخرين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم".
ودعا إلى استمرار المقاطعة للبضائع الغربية وتوسعتها لتشمل دولا تضامنت مع الدانمارك التي بادرت بنشر الرسوم المسيئة.
وهاجم بن لادن عددا من الوزراء بينهم وزير العمل السعودي غازي القصيبي، وكتابا وإعلاميين في السعودية وعددا من دول الخليج متهما بعضهم بالكفر والردة ومستشهدا بفتاوى أصدرها عدد من العلماء في المنطقة.
كما انتقد النظام السعودي بسبب إدانته لفكرة صدام الحضارات واصفا ذلك بأنه يحتوي على مغالطات كبيرة، "لأن الصدام قائم بالفعل من جانب الحضارة الغربية ضد الحضارة الإسلامية".