الجهاد الأكبر (جهاد النفس )
قلب الانسان بين إصبعين من اصابع الرحمن
الشيطان اصبع والملك اصبع
أو الظلمة اصبع والنور اصبع
أو الجهل اصبع والعقل اصبع
والقلب بين هذين الاصبعين فجهاد النفس هو السعي مع الملك والنور والعقل إلى الله ونبذ الشيطان والظلمة والجهل
وبما أن هدف الشيطان وغرضه هو أن يردي الإنسان في هاوية الجحيم وأن يجعله في مواجهة مخزية مع رب العالمين عندما يعصي الخالق الرؤوف الرحيم الكريم .وليحقق هذا الغرض لابد له من أسلحة يستعين بها على تنفيذ مايريد .
وهذه الأسلحة تتدرج من الظهور إلى الخفاء ومن الضعف إلى القوة وكل بحسبه فلكل صنف سلاحه الملائم لإضلاله .
ومن باب إعرف عدوك أتعرض لهذه الأسلحة ليتسنى لمن يريد أن يجاهد بالجهاد الأكبر معرفة عدوه وبالتالي إنقاذ نفسه من النار وتحصين نفسه والتدرع بما هو ملائم لأن لا يكون هدفاً سهل المنال للشيطان لعنه الله.
ولابد من معرفة أولا - وقبل كل شيء - أن دوافع الأنسان للغواية مركبة ومشتبكة مع بعضها والشيطان لعنه الله يستخدم من هذه التركيبة المعقدة ما يناسب كل أنسان لإضلاله حيث أن الإنسان يعيش في هذا العالم الجسماني وممتحن بهذا العالم الجسماني في هذا الوقت في هذه الحياة الدنيا فنفس الإنسان ومحيطها هما مدار البحث حول أسلحة الشيطان فمن النفس ومن محيطها يتسلح الشيطان لعنه الله لإغواء الانسان وليرديه في هاوية الجحيم ومحيط الإنسان هو العالم الجسماني أو الدنيا فالبحث إذن يدور حول الدنيا والنفس الإنسانية من جهة وحول النفس الإنسانية من جهة اخرى لأن السلاح إما :
1. ان يكون مركباً من العالم الجسماني والنفس الإنسانية كالسكين والجسم الذي تغرس فيه ، وكمثال الزاني والزانية ، فالشيطان يستخدم المرأة او الرجل وأيضا يحتاج إلى الضعف الجنسي في نفس هذا الإنسان الذي يريد اغواءه وإرداءه في الهاوية ، فبالنسبة لرجل عصى الله بالزنى تمثل المرأة السكين التي طعنه بها الشيطان اما ضعفه الجنسي فقد مثل المكان الذي الذي طعنه به الشيطان .
2. ان يكون السلاح من داخل النفس الانسانية فتكون السكين وموضع الطعن واحد وهي النفس فلايوجد شيء من العالم الجسماني ، ومثاله العجب
فنحتاج أذن إلى معرفة السكين (الدنيا) ، والجسم الذي تغرس فيه (النفس) ، والسكين النفسية (وهي سكين وسلاح يؤخذ من النفس ويغرس في النفس) وعندها اذا وفقنا سنعرف أسلحة الشيطان بشكل تفصيلي بعد أن عرفناها بشكل مبسط ونحن نحتاج الى كلا المعرفتين البسيطة (أي كون النفس والدنيا هما سلاح الشيطان) والتفصيلية التي أتركها لأنها تتفرع من هذا الأجمال ولا بأس من إلقاء نظرة على الدنيا والنفس الأنسانية من حيث أنها سلاح للشيطان .
1- السكين (الدنيا)
والعالم الجسماني المحيط بالأنسان ينقسم إلى جمادات ونباتات وحيوانات وبقية الناس غيره وعلاقة الانسان معها أما ملائمة أو منافاة ، فتجده مثلاً يحب تملك الارض والذهب والفضة والزرع والحيوانات وقضاء شهوته مع الجنس المقابل له ، ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ)[1] ، ويكره التعرض للضرر كالقتل في ساحة المعركة وهو من نتائج الجهاد المحتملة ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [2]
ولابد من بيان أن الدنيا بالنسبة للاخرة ضرة لا تجتتمع معها في قلب أنسان أبداً فهما في اتجاهين متقابلين إذا التفت الأنسان الى احداهما أعطى ظهره للاخرى ولا يمكن لإنسان أن يجمع الدنيا والاخرة في عينه أو قلبه .قال تعالى (مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ) [3]
وقال تعالى(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً) [4]
ومن هذه التركيبة الجسمانية المحيطة بالانسان ونفس الانسان وبالخصوص الثغرات ونقاط الضعف الموجودة فيها يكون سلاح الشيطان لعنه الله .