إن الحصار الظالم الغاشم المفروضِ الآن على الشعبِ المجاهدِ الصابر في غزة لهُوَ من أبشعِ الظلم ، وأفظعِ الطغيان ..
إنَّ ما يُعانيهِ الإخوةُ المؤمنون على تلك الأرض لهُوَ وصمةُ عارٍ وبصمةُ إذلالٍ في جبينِ تلكَ الفئاتِ الظالمة الموافقةِ لهذا الإجرام .
إنَّ ما يقترفُه الأراذلُ الأصاغرُ أخبثِ أهل الأرض " اليهود " لهوَ علامةُ خِسَّة ، ودليلُ إجرام ، وآيةُ فظاعةٍ وبشاعة بكلِّ المقاييس .
إنَّ هذا الصمت والسكون الذي لا يُصدَّق لهوَ يُنبِئ عن مأساةٍ خطيرة وتجاهلٍ غريب لكلِّ ما يحدُثُ هناك .
إننا نوجِّه كلامنا هذا لكلِّ من ولاَّه الله أمراً عاماً لأمور المسلمين يستطيعُ فعل شيءٍ لإخوانه هناك ولم يفعل :
- أن يتَّقي الله جلَّ جلاله الذي ولاَّه وائتمنه على أمور المسلمين .
- نناشدُ فيهِ دينه وضميره وشعورَه أن يهُبِّ لإنقاذ إخوانه .
- أن يذكر ذلك اليوم العبوس الذي يقفُ فيه لوحده بين يدي ربِّه لِيُحاسبَ على ما قدَّم .
- أن يعلمَ يقيناً أن نصرةَ إخوانه ودفعِ الشرِّ عنهم من الأمور الواجبة المتحتِّمة : (( وإنِ استنصروكم في الدين فعليكمُ النصر )) .
- أن يتذكر : { .. ومن فرّج عن مسلم كربة فرّج الله عنه بها كربة من كُرَب يوم القيامة } . رواه البخاري ومسلم .
- لقد سئمنا ومللنا من التنديد والكلام ، نريد عملاً واقعياً بنَّاءاً ، (( وقلِ اعملوا فسيرى الله عملَكم )) .
كما نوجِّه كلاماً إلى عمومِ المسلمين في كلِّ مكان .. الذين تألموا لحال إخوانهم ، الذين أصابهم ما أصابهم من الهمِّ والغمِّ والضيق لظروفِ المضطهدين َ هناك ، وهم كثير – زادهمُ الله - :
- أن لا يبخلوا على إخوانهم بالدعاء ، فهوَ – والله – من أعظمِ ما نقدِّمه لهم .
- أن يفتحوا قلوبهم ويمُدُّوا أيديَهم بالبذلِ والعطاءِ والسخاء لأولئك ، وذلك عن طريق الوسائل المتاحة رسمياً ، كـ " هيئة الإغاثة الإسلامية " وغيرها من الجهات .
- نحنُ الآن مقبلون على موسمِ " شعيرةِ الأضاحي " فلو فكَّر الإنسان أن يجعل أضحيته هناك ، صدقة وهدية لأهل غزة .. فنعمَّا هي .. (( وما تفعلوا من خيرٍ يعلمْهُ الله )) .
- كما ينبغي جميعاً أن نعلم أنَّ الغلبة لهذا الدين ، وأن الليل سيعقبُه صبحٌ – إن شاء الله – تحقيقاً لا تعليقاً ، قال تعالى : " فمن بُغيَ عليهِ لينصرنَّه الله " وقال : " إنَّا للنصرُ رسلنا والذين آمنوا في الحياةِ الدنيا " .
والرسالة الأخيرة التي نوجهها لمن ولّاه الله أمور المسلمين في هاتيك البلاد " بلاد فلسطين بعامة " :
- أن يتقوا الله جميعاً فيما ولّاهم الله إياه ، وأن يعلموا أنهم موقوفين بين يدي ربٍّ عظيم ، لا يفوته صغيرة ولا كبيرة ، وكلٌّ مؤاخذ بجريرته { ولا تزر وازرة وزر أخرى } .
- أن يعلموا أن التنازع والتناحر والشِّقاق ؛ لا مستفيد منه إلا العدو الأخطر والأكبر " اليهود " ؛ فهو مما يؤذن له بالإسراع في تنفيذ مخطّطاته ، وحبك حبائله للإسلام والمسلمين ، وللمسجد الأقصى على وجه الخصوص .
- أن يدعوا حظوظ النفس والهوى والولاية جانباً ، وأن يعملوا لما فيه الصالح العام ، جنباً إلى جنب : { ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم } ، وليجتهدوا في التعاون سوياًّ لصالح قضيتنا وقضية المسلمين جميعاً في هذا العصر .
- أن يعلموا يقيناً أنهم محطّ أنظار العالم أجمع ؛ فبأيّ وجه يقتتلون وهم محاصرون ؟؟!! وبأي منطق يتناحرون وهم محتلون ؟؟!!
هذا ما أردنا بيانه للأمة ؛ إعذاراً إلى الله – تعالى – وبياناً للحق الذي ندينُ الله به ، ونصيحةً للأمة .. والحمد لله رب العالمين ..
موقع " ياله من دين "