يزحف على يديه إلى المسجد
عادل عبد الجبار
هذه القصة تحكيها سيدة من الإمارات وتقول :
في الطريق إلى دبي توقف زوجي عند مسجد صغير لأداء صلاة العصر وبينما كنت جالسة في السيارة لمحت شيئاً ما يخرج من بين مجموعة البيوت الصغيرة المحيطة.
مضى بعض الوقت وتبينت أن هذا الشيء هو رجل يزحف باتجاه المسجد وكان هذا الرجل يضع صندلاً من المطاط في يديه ويزحف متوجهاً إلى المسجد لأداء صلاة العصر جماعة مع غيره من المصلين وكان هذا الرجل يجر الجزء الأسفل من جسده على الأرض الصلبة من تحته وقد كان العرق يتصبب على جسمه كاملاً من أثر الحرارة الشديدة والتي قاربت المائة درجة فهرنهايتية.
ومع وصوله إلى سور المسجد كان كأنه يغرق في بحر من العرق وقد تلفح وجهه بالحمرة وقد مر به الكثير من المصلين في طريقهم إلى المسجد بطريقة تشير إلى تعودهم على رؤية هذا المنظر الغريب.
ثم إذا برجل يخرج من متجر مجاور ويمعن النظر فيه قبل أن يعود إلى داخل المتجر جالباً بعلبة مشروب بارد وفتح العلبة وأعطاها للرجل ثم جلسا لدقيقة يتحدثان في موضوع ما وقد سمعتهما حين عرض صاحب المتجر المساعدة على الرجل المقعد وتوصيله إلى المسجد ولكن دون جدوى حيث أصر المقعد على الزحف نحو المسجد بمفرده دون مساعدة.
ولقد كان المقعد حريصاً على أن يبلغ المسجد في الوقت المناسب؛ لذلك استأذن صاحبه ومضى في زحفه المجهد نحو المسجد لم أره حين صعد الدرج ولم أتصور كيف يمكنني مساعدته.
لقد أجهشت في البكاء بعد رؤية هذا المنظر متذكرة حديث النبي عليه الصلاة والسلام حينما قال بما معناه " أن أثقل الصلاة على المنافقين هي صلاة الفجر والعشاء ولو علموا ما فيهما من خير لأتوهما حبواً ".
هذا الرجل الذي جاء حقاً زاحفاً إلى المسجد، لم يستثقل الصلاة بتاتاً بل كان ذاهباً إلى المسجد وكأنه الجنة التي سيجد فيها الخير الدائم والنعمة الباقية.
وهكذا هم عباد الرحمن يمشون على الأرض معنا ويعيشون بيننا ولهم منزلة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى.
أسأل الله أن يجزي كل المجتهدين في سبيله وأن يعرفنا بضعف نفوسنا حينما نرى قوة مثل هذا الرجل الذي لم يخجل من الزحف نحو المسجد بينما يخجل البعض من دخوله.
المصدر : ياله من دين