الحمد لله على منة الإسلام والشكر له على نعمة السمع والبصر والكلام، وأستغفر الله من جميع الآثام، والصلاة والتسليم على محمد خير الأنام، وعلى آله وأصحابه الكرام .. وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله عز وجل ** أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ }
وقال تعالى ** يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ * الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ * أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }
جاء في تفسير هذه الآية عند الشيخ ابن سعدي رحمه الله تعالى أي: أم حسب المسيئون المكثرون من الذنوب المقصرون في حقوق ربهم.
** أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } بأن قاموا بحقوق ربهم، واجتنبوا مساخطه ولم يزالوا مؤثرين رضاه على هوى أنفسهم؟ أي: أحسبوا أن يكونوا ** سَوَاءً } في الدنيا والآخرة؟ ساء ما ظنوا وحسبوا وساء ما حكموا به، فإنه حكم يخالف حكمة أحكم الحاكمين وخير العادلين ويناقض العقول السليمة والفطر المستقيمة، ويضاد ما نزلت به الكتب وأخبرت به الرسل، بل الحكم الواقع القطعي أن المؤمنين العاملين الصالحات لهم النصر والفلاح والسعادة والثواب في العاجل والآجل كل على قدر إحسانه، وأن المسيئين لهم الغضب والإهانة والعذاب والشقاء في الدنيا والآخرة.
والصلاة والسلام على خير الأنام القائل
( إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه . فإن تاب ونزع واستغفر صقل فلبه . فإن زاد زادت . فذلك الران الذي ذكره الله في كتابه كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) رواه ابن ماجه وحسنه الألباني
وقال صلى الله عليه وسلم (يؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة فيُصبغ صبغةً من الجنة فيقالُ له يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط؟ هل مرّ بك من شدةٍ قط؟ فيقولُ لا والله يا ربِّ ما مرَّ بي بؤسٌ قط، ولا رأيتُ شدةً قط) صحيح مسلم والبيهقي.
المجلة هنــا
هذا والله تعالى أعلم وأجل وله الحمد من قبل ومن بعد
اللهم ارزقنا العلم النافع والعمل الصالح وارزقنا الإخلاص في القول والعمل .. اللهم آمين
أخوكم ومحبكم في الله
طاب الخاطر
1 / 7 / 1429هـ