بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
احبتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، وبعده
فإن الله سبحانه وتعالى فرض فرائض لا يجوز تضييعها ، وحد حدودا لا يجوز تعديها ، وحرم أشياء لا يجوز انتهاكها .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما أحل الله في كتابه فهو حلال ، وما حرم فهو حرام ، وما سكت عنه فهو عفو فاقبلوا من الله العافية ، فإن الله لم يكن نسيا ثم تلا قوله تعالى : " وما كان ربك نسيا " . رواه الحاكم وحسنة الالباني .
والمحرمات هي حدود الله عز وجل " تلك حدود الله فلا تقربوها " سورة البقرة آية 187 . وقد هدد الله من يتعدى حدوده وينتهك حرماته فقال سبحانه :" ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين " سورة النساء آية 14 . واجتناب المحرمات واجب لقوله صلى الله عليه وسلم " ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم " رواه مسلم .
وفي هذا الموضوع ان شاء الله تعالى سيجد القارئ الكريم عددا من المحرمات التي ثبت تحريمها في الشريعة مع بيان أدله التحريم من الكتاب والسنة .
الشرك بالله :
وهو أعظم المحرمات على الإطلاق لحديث أبي بكرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ( ثلاثــا ) قالوا قلنا بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله ... " متفق عليه . وكل ذنب يمكن أن يغفره الله إلا الشرك بلا بد له من توبة مخصوصة قال الله تعالى : " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " سورة النساء آية 48 .
والشرك منه ما هو أكبر مخرج عن ملة الإسلام ، صاحبه مخلد في النار إن مات على ذلك .
ومن مظاهر هذا الشرك المنتشرة في كثير من بلاد المسلمين :
عبــــادة القبور :
واعتقاد أن الأولياء الموتى يقضون الحاجات ويفرجون الكربات والاستعانة والاستغاثة بهم ، والله سبحانه وتعالى يقول : " وقضى ربك الا تعبدوا إلا أياه " سورة الاسراء آية 23 .وكذلك دعاء الموتى من الأنبياء والصالحين أو غيرهم للشفاعة أو للتخلص من الشدائد والله يقول : " امن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله " سورة النمل آية 62 . وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار " رواه البخاري .
ومن مظاهر الشرك الأكبر الذبح لغير الله والله يقول :" فصل لربك وانحر " سورة الكوثر آية 2 . وكذلك تحريم ما احل الله وتحليل ما حرم الله ، قال الله تعالى : " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله " سورة التوبة آية 31 . ولما سمع عدي بن حاتم نبي الله ، صلى الله عليه وسلم ،يتلوها قال : فقلت : إنهم لم يكونوا يعبدونهم قال : " أجل ولكن يحلون لهم حرم الله فيستحلونه ويحرمون عليهم ما احل الله فيحرمونه فتلك عبادتهم لهم " رواه البيهقي السنن الكبرى وحسنه الألباني . وكذلك من مظاهر الشرك السحر والكهانة والعرافة ، قال تعالى : " ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم " سورة البقرة آية 102 . وقال " ولا يفلح الساحر حيث أتى " سورة طه آية 69.
2- الحلف بغير الله تعالى :
الله سبحانه وتعالى يقسم بما شاء من مخلوقاته ، وأما المخلوق فلا يجوز له أن يقسم بغير الله ، ومما يجري على ألسنة كثير من الناس الحلف بغير الله ، والحلف نوع من التعظيم لا يليق الا بالله عن ابن عمر مرفوعا : " ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت " . رواه البخاري . وعن ابن عمر مرفوعا : " من حلف بغير الله فقد أشرك " رواه أحمد . وقال صلى الله عليه وسلم : " من حلف بالأمانة فليس منا " رواه ابو داوود .
فلا يجوز الحلف بالكعبة ولا بالامانة ولا بالشرف ولا بالعون ولا ببركة فلان ولا بحياة فلان ولا بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ولا بجاه الولي ولا بالآباء والأمهات ولا برأس الأولاد كل ذلك حرام ، ومن وقع في شيء من هذا فكفارته أن يقول لا اله الا الله كما جاء في الحديث الصحيح : " من حلف فقال في حلفه باللات والعزى فليقل لا إله الا الله " رواه البخاري .
===============================================
وللحديث بقية نأتي عليها إن شاء تعالى في وقت لاحق
===============================================