لمن أشكو همي وحزني ؟
أ. عبدالله بن محمد بادابود
بسم الله الرحمن الرحيم
تٌفاجأ بوفاة حبيب , أو فقد صديق , أو مرض عزيز , أو جحود من تظن أنه صاحب
بل نعم الرفيق .
الحياة الدنيا دار هم و نصب وتعب ، دار ألم وحزن ويختلف الناس في
تقبل ما أصابهم من هم أو حزن أو مرض .
فليس بغريب أن تعيش في كل يوم لحظات من الحزن ولحظات من الضيق والهم .
وبإيماننا بقضاء الله وقدره و يقيننا التام بأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا
يجعلنا من أسعد الناس في هذه الدنيا .
هناك الكثير والعديد من الناس الذين يعانون من أمراض مستعصية أو إعاقات دائمة ، قوم ابتلاهم
الله بالمرض لِيعرف مدى صبرهم ورضاهم لما قسم لهم في هذه الدنيا .
هناك أُناس حرموا نعمة البصر .
هناك أُناس حرموا نعمة السمع أو نعمة المشي .
هناك أُناس حرموا من الذرية ومن نعمة الأبناء الذين هم زينة الحياة .
هناك أُناس فُقراء ومعوزين ، هناك أُناس مدينين ومسجونين .
كلها صور لأناس ابتلاهم الله في هذه الدنيا ، إنهم البؤساء على الأرض .
يا لها من صور محزنة و يا لهم من أناس مساكين يحتاجون لمن ؟ (لمــن يسمـــع شكـــواهــــم..)
لا ضير بأن يبحثون عن العلاج فلكل داء دواء إلا الموت ليس له دواء .
أنت أيها المريض اشك ما أصابك لطبيبك ولا أظن أنه سيقدم لك الكثير .
وأنت يا من مات ولدك استمر في بكائك وسخطك فلن يزيدك إلا هماً وحزناً.
وأنت أيها الفقير استجدي عطف الأغنياء و اطرق أبوابهم وتذلل لهم فلن تزداد إلا ذلاً وهماً وحزناً.
وأنت أيها المصاب وأنت أيها المسكين صح كما تشاء واستجدي عطف من تشاء و اعمل ما تشاء .
أما أنا وهو وهي بل..
(نحـــن المسلمــــون )
سنشكو همنا ونبث حزننا لمن يستحق أن ندع له دون أن يجرحنا ودون أن يطردنا ودون أن يردنا .
...... إنــه..... .
ربــــي وربــــك جـل وعـــلا
ولنقل بقلوب واثقة راضية :
يا ســامعــــاً لكــــل شكــــوى.
هــدى :~
قال تعالى : (إنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (يوسف:86).
نور من السنّـة :~
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا" قَالَ: فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَتَعَلَّمُهَا؟ فَقَالَ: "بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا". صححه الألباني .
وقفة :
قمة جهلنا أننا نعرف عند من تكون الحاجة ونطلبها من غيره.
همسة :
من توكل على الله كفاه .
منقول بقلم : عبدالله بن محمد بادابود