{ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ْ}
من الآيات اللطيفة الرقيقة العذبة الندية ,, التي تهز لها قلوب المؤمنين حبا و رجاء و شوقا لخالقهم و لواسع فضله و بره و جوده و إحسانه..و ..و..الخ قوله تعالى في سورة مريم على لسان إبراهيم الخليل عليه السلام :
{..إنه كان بي حفيا } الآية 47
فما تفسير هذه الآية الكريمة ؟
جاء في تفسير بن كثير:
"إنه كان بي حفيا" قال ابن عباس وغيره لطيفا أي في أن هداني لعبادته والإخلاص له وقال قتادة ومجاهد وغيرهما إنه كان بي حفيا قال عوده الإجابة. وقال السدي الحفي الذي يهتم بأمره ,,انتهى
***************
و جاء في تفسير السعدي:
{ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ْ} أي: رحيما رءوفا بحالي، معتنيا بي،,انتهى
***************
و في تفسير القرطبي:
إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا
الحفي المبالغ في البر والإلطاف ; يقال : حفي به وتحفى إذا بره . وقال الكسائي يقال : حفي بي حفاوة وحفوة . وقال الفراء : " إنه كان بي حفيا " أي عالما لطيفا يجيبني إذا دعوته .,,انتهى
***************
و في الكشاف:
" حَفِياً " الحفي: البليغ في البر والإلطاف حفى به وتحفى به ,,انتهى
***************
أخيرا جاء في تفسير الشعراوي:
{إنه كان بي حفياً "47"} (سورة مريم) يريد أن يطمئن عمه إلى أن له منزلة عند الله، فإذا استغفر له ربه فإنه تعالى سيقبل منه. وحفياً: من الفعل حفي يحفى كرضي يرضى، ويأتي بعده حرف جر يحدد معناها. تقول: حفي به: أي بالغ في إكرامه إكراماً يستوعب متطلبات سعادته، وقابله بالحفاوة: أي بالإكرام الذي يتناسب مع ما يحقق له السعادة. وهذا أمر نسبي يختلف باختلاف الناس، فمنهم من تكون الحفاوة به مجرد أن تستقبله ولو على حصيرة، وتقدم له ولو كوباً من الشاي، ومن الناس من يحتاج إلى الزينات والفرش الفاخرة والموائد الفخمة ليشعر بالحفاوة به. ونقول: حفي عنه: أي بالغ في البحث عنه ليعرف أخباره، وبلغ من ذلك مبلغاً شق عليه وأضناه، وبالعامية يقولون: وصلت له بعدما حفيت، ومن ذلك قوله تعالى عن الساعة: {يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون "187"} (سورة الأعراف) أي: كأنك معنى بالساعة، مغرم بالبحث عنها، دائم الكلام في شأنها. إذن فمعنى: {إنه كان بي حفياً "47"} (سورة مريم) أي: أن ربي يبالغ في إكرامي إكراماً يحقق سعادتي، ومن سعادتي أن الله يغفر لك الذنب الكبير الذي تصر عليه..انتهى
فاللهم كن بنا حفيا..
.
.