الكلمات الدلالية (Tags):
لا يوجد
-
أبو يوسف تقول:
04 Jan 2005 08:46 AM
فنون
فن الدعاء
202
يا مجيبا لكل شكوى وكاشفا كل بلوى وسامعا كل نجوى ، تسمع دبيب النملة السوداء في الصخرة الصماء في الليلة الظلماء أنت تعلم حاجة عبادك الماسّة إليك ، وانكسارهم ببابك ، ووقوفهم بين يديك ، يرجون غفران ذنوبهم ، وقضاء حوائجهم ، ودحر عدوهم ، وعودة وحدتهم ، وصلاح شأنهم ، اللهم فلا تحرمهم كرمك ، وغفرانك ، واستجابتك ، وعافيتك ،،، يا من هو في غنى عنهم ، وليسوا في غنى عنه ، وملكه ليس بناقص من عطائه لهم ، يا من رحمته فاقت رحمة أقرب الأقرباء لهم ، وأحب الأحباء في قلوبهم .
وصل على حبيبك وآله وصحبه ومن سار على نهجه ما تعاقب الليل والنهار والشمس والظلال .
(أحضر قلبك عند قراءة الدعاء وكن موقنا بالإجابة فلعلك ممن يستجاب لهم).
فن توجيه الحدث 149
تفقد الإنسان نفسه وسيرته وسريرته وكذلك الأمة بجميع شرائحها أو على الأقل أغلبها عند كل مصيبة أو بلاء دليل على عقل راجح ووعي مستوعِب ، وسير مستقيم ،وقمن أن يرفع البلاء ويصرف عنهم مالا يعلمه إلا الله سبحانه . والبعد عن ذلك دليل غفلة توصل إلى خطر محقق في الدنيا والآخرة أو إحداهما . وكم تمر من محن في هذه الحياة دون أن تحدث الاعتبار المطلوب ... فأين المؤتمرات التي يجلس العالم بقادته ومتخصصيه يبحثون عن المخالفات التي تغضب الرحمن وأوصلت إلى المصائب النازلة ليلفت ذلك نظر الرأي العام العالمي إلى هذا الأمر لتبدأ المراجعة والمحاسبة من أجل الخروج من معصية الرحمن إلى طاعته فما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة . هذا أمر والأمر الآخر الالتفات إلى النظام الكوني المتزن العجيب الذي يشبع النفس حبا لله تعالى وإيمانا به وخوفا منه سبحانه ... وقد كتب الدكتور الركابي التفاتة حول هذا الآمر أحببت أن أنقله للأخوة والأخوات
القراء فإليه :
زلزال المحيط الهندي: تجديد الإحساس والثقة بالنظام الكوني- زين العابدين الركابي
الشرق الاوسط
نقطع برامجنا من أجل تركيز الذهن والتفكير والاهتمام على (حدث كوني) ضخم.. وبالتحليل الفلسفي العميق قد لا تكون كلمة (نقطع) هي الأنسب في هذا المقام. ولعل الأنسب هو: أن تحل كلمة (توجيه) السياق الى وجهة أخرى (نوعية) في ذات القضية التي ناقشناها في الأسبوع الماضي: قضية ان النبي محمد: قدم أخاه المسيح للأسرة البشرية، فكلا النبيين العظيمين: ابتعث لاستنقاذ (الإنسان) وحمايته من الدمار الذي يستهدف معنوياته، ويستهدف محيطه الذي يعيش فيه. ذلك ان الانسان هو (موضوع) رسالتي: عيسى ومحمد، بل موضوع رسالات المرسلين كلهم، صلى الله عليهم جميعا وسلم.. وبديه: أن الإنسان (ذات) و(محيط) مكاني وزماني.. نقرأ في رسالة محمد «والأرض وضعها للأنام». ونقرأ في رسالة عيسى «إنما جعل السبت من أجل الإنسان ولم يجعل الإنسان من أجل السبت».
وهذا المقال منصب على (مهد) الإنسان، وحقله، وممشاه، وملعبه، ومقامه، ومسرح حركته العلمية والاقتصادية والسياحية والاجتماعية.
ولكن: ما الحدث الكوني الضخم؟
انه الزلزال الهائل الذي تفجر في المحيط الهندي، في اندنوسيا ثم لف في رجّته وأمواجه التي تشبه الجبال بلدانا أخرى: قريبة وقصيّة.. ولقد نتج عن الزلزال والأمواج الشاهقة العاتية: موت مئات الألوف من البشر.. وجرح وتشريد ما يقرب من 15 مليون إنسان.. ودمار مدن وفناء قرى كاملة.
وأول محور في الموضوع هو (تجديد الإحساس والثقة بقيمة النظام الكوني، ومنه نظام كوكب الأرض).
عبر ملايين السنين: تعرض كوكبنا هذا لرجات بالغة الشدة، ولتقلبات يصعب حصرها.. ويمكن الرمز لذلك بأحداث قريبة حدثت في القرن العشرين.. ففي مطالع القرن 1902 ثار جبل (بوليه).. ثم تتابعت الزلازل والهزات الأرضية على مدى القرن: زلزال طوكيو 1923 الذي كان حصاده أكثر من 150 ألف قتيل، ودمار 200 مئتي ألف بناية، وتشريد مليون ونصف إنسان، وإلغاء مدينة يوكاهاما من الخارطة.. وفي السبعينات: وقع زلزال بيرو الذي قضى على اكثر من 50 ألف شخص، ومحا مدنا من الخارطة. وفي السبعينات ذاتها: حدث الزلزال الهائل في الصين فقتل مليونا واربعمائة ألف شخص. وقد اعقب هذا الزلزال: هزة أخرى حصدت أرواح 600 ألف شخص، ودمرت مدينة (تانغ تشان).. وفي مقاطعة (شين هسي) حدثت هزة ثالثة قتل فيها 830 الف شخص في 120 دقيقة.. وهناك زلازل أغادير المغربية، وزلازل تركيا، واليمن الخ.
وعلى الرغم من ذلك كله: ظل كوكبنا ثابت النظام، مطرد الحركة: لم ينفصل عن فلكه، ولم يخل بوظيفته.
لماذا؟
لأن الأرض كوكب، لم ينشأ مصادفة، ولا عبثا، ولم يترك سدى، وإنما الأرض كوكب نشأ بنظام، وقام على نظام، واطرد بنظام. وهذا هو البرهان:
1 ـ برهان جرمها الضخم الموزون. فهذا الجرم ذو وزن يبلغ 5000.000.000.000.000.000.000 طن.. وهذا الجرم ـ على ثقله الهائل ـ عائم في الفضاء ومنضبط، الى حد ان قطبه لا يتزحزح أكثر من 40 قدما.
2 ـ برهان قطرها المحدد: فمقدار قطر الأرض الذي يربط بين قطبيها الشمالي والجنوبي مرورا بمركزها يبلغ 12756 كيلومترا.
3 ـ برهان سرعتها المضبوطة.. فلو دارت الأرض حول نفسها أسرع مما تدور لتناثر كل شيء عليها، ولتناثرت هي ذاتها في الفضاء: هباء منبثا.. ولو دارت الأرض حول نفسها أبطأ مما تدور لهلكت الأحياء من شدة الحر وشدة البرد.
4 ـ برهان الجاذبية: فقوة الجاذبية هي التي تجعل الشمس تمسك بالأرض فتدور حولها.
5 ـ برهان الاطراد والاستمرار. فالأرض مذ خلقت منذ بلايين السنين، لم يختل نظامها، ولم تكف عن الدوران المرسوم المضبوط.
وخالق الأرض العظيم حدثنا عما فعل وخلق وأبدع فقال:
أ ـ عن استمرار الأرض واستقرارها: «وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم».
ب ـ عن التوازن في الأرض: «والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون».
ومن هنا، فإن الزلازل: استثناء يؤكد (القاعدة النظامية) للأرض. فالأصل في حركة الأرض: الانتظام الدقيق، والاستقرار المكين. واذا كان الناس يرتاعون من (الاستثناء المزلزل) فإنه ينبغي ان يجددوا ـ بالمناسبة نفسها ـ احساسهم وثقتهم بحقيقة النظام المستقر المحكم الذي يحكم الأرض ويسيرها. كما ان الألم الجزئي في العين، ينبغي ان يجدد الاحساس بنعمة الأبصار المستمرة، وبالبرمجة المذهلة للنظام البيلوجي والفيسلوجي الذي تعمل العين بمقتضاه.
لا خوف ـ من ثم ـ على النظام الكوني. ولا خوف على كرتنا الأرضية من الانفراط والانتثار والاندثار في هذه الحياة الدنيا. فكوكبنا هذا ترعاه ـ كونيا ـ يد خالقه العظيم الحكيم الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم: «إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا».
وإنما الخوف من (عبث) الإنسان بكوكب الأرض.
إن معدلات إفساد مناخ الكوكب ترتفع على نحو مفجع: بسبب سلوك بشري جاهل، أو بسبب سلوك بشري عليم، ولكنه عديم الاحساس بـ(سلامة الجنس البشري وسعادته).
ومن مظاهر عبث الإنسان ببيتنا الكبير (كوكب الأرض):
أ ـ الاحتباس الحراري (الذي أدى مثلا الى تسخين القطب الجنوبي وهو تسخين سيفضي الى انقراض سلالة الدب القطبي!!).
ب ـ النفايات النووية التي تتراكم بمئات ألوف الأطنان في جوف الأرض تراكما ينتج عنه خطران: خطر التفاعلات المدمرة في جوف الأرض التي لا يستبعد ان تكون سببا من اسباب كثرة الزلازل والهزات الأرضية.. وخطر انبعاث التلوث القاتل الى سطح الأرض.
ج ـ الإسراف في استهلاك كل ما يزيد معدلات التلوث في البيئتين: الكونية والسكانية.
د ـ انهماك دول معينة في انتاج (أسلحة سرية) مهلكة مدمرة مثل (أسلحة الإخلال بالبيئة)، و(أسلحة الحرارة)، وأسلحة (المرايا الفضائية) التي تجمع أشعة الشمس وتحولها الى (حزم) بالغة الكثافة والقوة: تستخدم لإحراق المدن والقرى والغابات أو لإذابة الجليد في القطب الشمالي ورفع مناسيب مياه المحيطات وإغراق الجزر والدول والقارات، في أغرب وأفجر حرب بيئية يتخيلها ـ أو لا يتخيلها ـ خيال بشر.
عبث الإنسان هذا بالبيئة هو الخطر الحقيقي على الأرض التي جعلها الله لنا مهدا، ومسكنا، ومسرحا للتنقل والتعارف والعمل والكسب واللعب والمرح والعلم والتعلم.. جعلها لنا الخالق كذلك، ووصانا بألا نفسد فيها: «ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها».
وإنا لنعجب ـ عشرين ترليون مرة ـ من أقوام يدّعون الغيرة على الحضارة الإنسانية، بينما هم يمتنعون عن الالتزام باتفاقات دولية تتحرى الحفاظ على (سلامة البيئة السكانية والكونية) من التلوث الذي يهددها ويتلفها.. ما معنى الحرية؟.. ما معنى الديمقراطية؟.. ما معنى حقوق الإنسان؟.. ما معنى ذلك كله: إذا كان الحق الأول للإنسان وهو (الحياة المحصنة ضد التلوث المميت): غير مكفول، وغير مضمون، وغير مدافع عنه؟
ومما يندغم في السياق أن نقول: إن من إفساد البيئة السكانية أو الجغرافيا البشرية: هذا الارهاب الهمجي الأعمى البصر والبصيرة. فهو إفساد من حيث انه اصطدام بالسنن الكونية في النظام الكوني. وهو إفساد لأنه اصطدام بالسنن التشريعية التي أراد الله أن تنسجم مع السنن الكونية: «والسماء رفعها ووضع الميزان. ألا تطغوا في الميزان. وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان». وهو إفساد من حيث أنه يهدم البنيان الذي بناه الله بيده وهو الإنسان: «قال يا ابليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي».
وتمام المقال: نزوع إنساني أيضا.. فمهما يكن من أمر، فإن ما جرى في شرق آسيا، ينبغي أن ينقل الوعي والضمير نقلة نوعية كبرى تتمثل في (الحضور القوي في العمل الإنساني العام على مستوى الكوكب).. فهذا الحضور الواجب يُعد من ألمع وأصدق وأبر الجوانب المضيئة في (العالمية البشرية الكوكبية المستنيرة).. ولئن فات العرب والمسلمين إنجازات كثيرة، فليس ينبغي: ان يفوتهم هذا الحضور الإنساني العالمي في الأعمال الإنسانية الطوعية.
فأولئك المنكوبون إنما هم افراد من أسرتنا الكبيرة: (الأسرة الإنسانية الواحدة).
فن الترويح
151
ما كان لله يتم
معناه العمل الذي انبنى على نية صالحة خالصا لله وابتغاء مرضاته يتم ويبارك الله فيه ...
وإذا خلا العمل من ذلك فإنه لا يتم ولا تكون نتيجته مباركة وإن بدى للناس غير ذلك ... ما الذي يراد من وراء هذه الحروب الطاحنة في العراق ما أسبابها ؟ ما الذي تريده السلطات الأمريكية والبريطانية ومن يعاونهم ؟ هل انبنت نيتهم على خير لهم أو لغيرهم أم على شر ؟ وهل ثمة حق لهم فيعبرون القارات ليذْروا فتنة الله أعلم بمداها ونتائجها
اللهم صونا للدماء والأعراض والأموال . وأن تكون الفتنة دائرة على المعتدين والمفسدين في الأرض ...