متى نعتني بالشباب؟
نظرت في "عالم الصحوة " فإذا هو مليء بالشباب الصالح الذي ملأ المساجد ومدارس التحفيظ والجامعات الإسلامية.
ثم نظرت بعمق في أحوال الشباب فرأيت أن بعضهم قد اجتهد من تلقاء نفسه في سلوك طريق العلم أو الدعوة .
وإذا به قد وضع برنامجاً لنفسه في " التربية والسلوك ".
ولكن هذا البرنامج قد يلاحظ عليه بعض الملاحظات إذا كنا منصفين...
بصراحة :
إن الشباب بحاجة إلى أن يجدوا ذلك الشيخ صاحب العلم الذي يستفاد من علمه، وهو أيظاً يملك أخلاقاً رائعة وعاطفة تجعل من يقترب منه يحبه.
إن الشباب قد يجدون من يشرح لهم المتون العلمية والقواعد التأصيلية ولكن هل يجدون " شيخاً " يقضي ديونهم ، ويعين فقيرهم ، ويسعى في خدمتهم بكل ما يستطيع ؟
رويداً بالشباب يا معشر العلماء والدعاة ، فالشباب قد يتحمسون في بداية الطريق للهداية أو لطلب العلم ، ثم يحصل منهم الفتور أو التراجع ، فهذا ليس دليل على فسادهم أو...... بل هو دليل على ضرورة متابعتهم وتربيتهم وتوجيههم إلى الخير وفي هذا تأكيد على وجوب الصبر وعدم استعجال النتائج .
إنهم شباب
معاشر العلماء والدعاة ويا رجال الفكر والتربية إن العناية الصادقة بالشباب لها شروط ولوازم وأركان ، فهل وضعنا ذلك في أذهاننا؟
أيها الداعية أيها الشيخ إن من السهل أن تلقي على الشباب درساً أو محاضرةً أو نحو ذلك ولكن لن تستطيع أن تجعل الشباب يحبونك ويتمنون رؤيتك إلا إذا وجدوا فيك مع علمك " ابتسامة صادقة وتواضع رفيع وسؤال عنهم ، وكلمة ترحيبية مليئة بالحب والحنان"
صناعة الشباب :
إن مجتمعات المسلمين مليئة بالشباب الذين فقدوا " الرعاية المعنوية " .
إنهم بحاجة إلى شخص مثل محمد صلى الله عليه وسلم الذي أحبه الشباب من الصحابة فكانوا يفدونه بأرواحهم ، فيا ترى ماذا صنع
محمد مع الشباب حتى وصل بهم الحب إلى تلك المنزلة ؟
فيا من يهمه الأمر : حاسب نفسك في مدى عنايتك بفئة الشباب ؟ وهل ستحاول صياغة برنامجاً جديداً لك في التعامل معهم ؟
إنني اعتقد أنك ستصنع الكثير ، وسيخرج من تحت يديك الكثير.....
ولكن ذلك يحتاج إلى قلب كبير ووقت كبير , والتأييد والتوفيق يأتي من العلي الكبير جل في علاه.
الكاتب /سلطان العمريdrawGradient()