نظرة من أعلى!!
أبو مهند القمري
كل من على سطح هذا الكوكب بشرٌ محدودي القدرة والإرادة؛ مهما ملكوا من الأسباب والإمكانات والخبرات!! وقدر الله يمضي؛ ليعزَّ أقواماً ويضع آخرين!!
لكن جموع الناس لا زالت تلتمس المنعة في الركون إلى الأقوياء من البشر؛ مهما كلفهم ذلك من تضحيات بالمبادئ والعقيدة؛ فتذهب آمالهم في نهاية المطاف أدراج الرياح!!
غير أن طائفة واحدة فقط، قليلة في عددها!! فقيرة في عدتها!! هي التي ولَّت وجهها نحو السماء، تلتمس عند ربها العزَّة، وتطلب منه المنعةَ، وتبتغي عنده الأمان!! هذه الطائفة وحدها فقط؛ هي من سيحظى بالنجاة وسط هذه الأمواج المتلاطمة من البشر!!
فابحث عن نقطة النور المتحركة وسط كل هذا الركام من الظلمات، فهي وربيقافلة النجاة التي لم تفتن مسيرتها الدنيا، ولم تتنازل عن شيئ من ثوابت عقيدتها أوقناعتها!! فالحق بركبها إن كنت من الصادقين في طلب النجاة!!
فأشراط الساعة قد بدأت في الظهور بين أيدينا!! وصاحب القرن قد التقم القرنوحنى جبهته ينتظر متى يُؤمر!! فأين أنت من طلب النجاة، والطريق أمامك واضحة كالشمس في وضح النهار!!
فاسأل إن كنت لا تدري عن الطريق إلى مدينة الصالحين، إنه حيث الطائفة المنصورة، الذين هجروا بهارج الدنيا، وجعلوا من قلوبهم قصوراً تحيا فقط بمعاني الإيمان، فواصلوا مسيرتهم على نهج كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، فإذا ما قصدت الطريق إلى مدينتهم، فسوف تجدها على المحجة البيضاء، في نهايتها بوابة من نور، كتب عليها بماء الذهب :
(ما أنا عليه وأصحابي)!!