همم من نوع آخر
ليس العجب من همة صادقة يصعد بعا المرء إلى درجات السمو والفلاح .. وليس العجب ممن ارتقى بهمته حتى كتب صفحة جديدة في سجل التاريخ .. فهذه هي صفات العظماء والأبطال .. وهذا هو تاريخ سلفنا الصالح رضوان الله عليهم المليء بالذكريات المجيدة والهمم التي تزلزل الجبال الراسيات .. لكني أعجب – والله – أشد العجب من بعض الهمم الموجودة عند أناسٍ من شباب الصحوة .. والتي هي همم .. ولكن من نوع آخر ..
فهذا همته سيارة جديدة .. وآخر يريد جوالاً ذو كاميرا
وثالث همه أن يكون مشهوراً ومعروفاً في مجتمعه وأهله .. وهذه كلها همم .. لكن ليست كالهمم التي نريد .. وليست كهمم من قبلنا ممن فتحوا صفحات مشرقة في كتاب التاريخ ..
نحن نريد همماً تصنع التاريخ المشرق .. والمنهج الحضاري الرباني الذي تربينا عليه ..
نريد أناساً يصنعون التاريخ بهممهم وأفكارهم ..
نريد أبطالاً يخلدون أسماءهم في جبين الأمة المنير ..
من لي بذلك الشاب الذي يحمل هم العلم .. والعمل به
دلوني على ذلك الرجل الذي جعل همه وشغله في الدعوة إلى الله بين أهله وأصحابه ..
وأين أجد ذلك الرجل - ذو الهمة العالية – الذي يفكر في أحوال أمته ويبذل ما يستطيعه من أجل أن يكون من أولئك الذين سبقوه على الطريق .. وخلّد التاريخ أسماء الكثير منهم ..
أين تلك المرأة التي تحمل همّ دعوة النساء وتعليمهن ونصحهن .. فهنّ يحتجن كثيراً من هذا .. وليس لهن إلا المرأة التي تكون قريبة منهنّ ..
ومن يحمل همّ الفقراء والمحتاجين والأرامل والضعفاء
أيها الشباب – يا رعاكم الله - :
انفضوا النوم وهبُّوا للعلا فالعلا وقفٌ على من لم ينم
فالجد خير من الكسل .. والعمل خير من العجز والتبلد والهمة العالية الشريفة خير من الهمة الدنيئة الساقطة وهمة المؤمن أبلغ من عمله ..
لولا المشقة ساد الناس كلهم