..النفوس المتفائله ..
للكاتب : د/ خالد المنيف
براكينُ همٍ تقذف بحممها نحونا..
زلازل من أسى تدك أرواحنا..
آلامٌ تحاصرنا بأسوارها المعتمة..
يغتالنا فقدُ حبيبٍ .. وينال منا بُعد عزيز..
أحبةٌ قد ملؤوا أرواحنا نوراً وقلوبنا لذة وسروراً..
وبلا مقدمات فقدناهم!
..
تظلم الدنيا مع تلك الأحداث...
ويضيق علينا هذا الكونُ الفسيح.. بعدهم مواكبُ أحزانٍ..
تعتصرُ معها أفئدتنا ألماً وتنفطر لها أكبادنا فراقاً..
فبعداً لقلوبٍ لا تسكن عن النبض.. وآه ثم آه لشخوصٍ لا تفيق من الهموم و الأحزان..
ما أشد ظلمة البيوت بعدهم... وما أسمج المعاني يوم فراقهم..
نهارٌ غدا كالليل بظلمته... وليلٌ طال بحُزنِه حتى مُلّ.. فيا لقلبٍ لاقى فوق ما نلاقي....
ويا لروحٍ احتملت فوق ما تحتمل من عواظم الأمور..
ينظر إلينا الآخرون، فيرون أجساداً قد ارتعشت أمام عواصف الحياة فيظنوننا أحياء ونحن أموات..
..
وتظل الحياة بين إقبال وإدبار.... وتبقى أحوالنا بين مد وجزر...
{وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}
وبين تلك الأحزان وهاتيك المصائب..
هل ذُكر دواءٌ أنجع من الصبر، وهل عُهد بديل خير من التصبُّر
يا نفس صبراً فعقبى الصبر صالحة
لا بد أن يأتي الرحمن بالفرج
لم نأخذ على الدنيا عهدا بأن تصفو لنا..
وأن تفرش لنا دروبنا بالحرير..
فقد طبعت على الكدر
طبعت على كدر وأنت تريدها
صفوا" من الأقذاء والأكدار
دارٌ متى أضحكت في يومِها
أبكت غدا قُبحا لها من دار
في زحمة الحياة وبين أزماتها...
قد تضيق مساحات الفرح..
و لربما انتحرت فراشاتُ الأمل.
ويبقى الإنسان الشجاع الذي يسير مع أعاصير الهمّ ...
يسابقها ولا يقف إلا عندما تقف!
يطرح الدنيا ويهاجر من الجميع قاصداً وجه العزيز عز وجل.
صبرنا أم جزعنا سوف يجري قضاء الله بالحق اليقين
وبين الأمل والواقع مسافات تتقاصر بالتفاؤل
ومساحات تصغر بعظم الهدف ورُقي المقصد..
والنفوس المتفائلة وحدها هي التي تمضي نحو أهدافها بثباتٍ ويقين..
وهدوء..، يأنس الجميع بها، وتصنع المستقبل لنفسها ولمن حولها....
..
أحسن الحديث..
(إنما يُوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب)..