بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين .. صاحب العظمة والكبرياء .. يعلم ما في البطن والأحشاء .. فرق بين العروق والأمعاء .. أجرى فيهما الطعام والماء .. فسبحانك يا رب الأرض والسماء. الحمد لله رب العالمين .. يُحب من دعاه خفيا .. ويُجيب من ناداه نجيا.. ويزيدُ من كان منه حيِيا .. ويكرم من كان له وفيا .. ويهدى من كان صادق الوعد رضيا. الحمد لله رب العالمين.. الذي أحصى كل شيء عددًا .. وجعل لكل شيء أمدا .. ولا يُشرك في حُكمهِ أحدا .. وخلق الجِن وجعلهم طرائِق قِددا . الحمد لله رب العالمين .. الذي جعل لكل شيء قدرا .. وجعل لكل قدرِ أجلا.. وجعل لكل أجلِ كتابا. الحمد لله رب العالمين .. حمدًا لشُكرهِ أداءا .. ولحقهِ قضاءا .. ولِحُبهِ رجاءا.. ولفضلهِ نماءا .. ولثوابهِ عطاء. . والصلاة والسلام على نبينا مُحمد.. كان القرآن العظيم حُجته .. والصلاة راحته .. والصيام بهجته .. والصيام سعادته .. والصدق حرفته .. والأمانة سرته.. والخُلق العظيم سيرته. اللهم صلى على نبينا مُحمد .. فاضت من الذكر دمعُ عينيه .. وفاح عطر التسبيح من شفتيه .. وسبح ربهُ حتى ورم الحصير قدميه .. وسُمع تسبيح الحصى بين كفيه .. وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين ,, وبعد ,, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله القائل
( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ )
جاء في تفسير هذه الآيات عند ابن كثير رحمه الله تعالى : قَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّه وَجِلَتْ قُلُوبهمْ " قَالَ : الْمُنَافِقُونَ لَا يَدْخُل قُلُوبَهُمْ شَيْءٌ مِنْ ذِكْر اللَّه عِنْد أَدَاء فَرَائِضه وَلَا يُؤْمِنُونَ بِشَيْءٍ مِنْ آيَات اللَّه وَلَا يَتَوَكَّلُونَ وَلَا يُصَلُّونَ إِذَا غَابُوا وَلَا يُؤَدُّونَ زَكَاة أَمْوَالهمْ فَأَخْبَرَ اللَّه تَعَالَى أَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمُؤْمِنِينَ ثُمَّ وَصَفَ اللَّه الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّه وَجِلَتْ قُلُوبهمْ " فَأَدَّوْا فَرَائِضَهُ " وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاته زَادَتْهُمْ إِيمَانًا " يَقُول زَادَتْهُمْ تَصْدِيقًا " وَعَلَى رَبّهمْ يَتَوَكَّلُونَ " يَقُول لَا يَرْجُونَ غَيْره . وَقَوْله " الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ " يُنَبِّهُ تَعَالَى بِذَلِكَ عَلَى أَعْمَالهمْ بَعْد مَا ذَكَرَ اِعْتِقَادَهُمْ وَهَذِهِ الْأَعْمَال تَشْمَل أَنْوَاع الْخَيْر كُلّهَا وَهُوَ إِقَامَة الصَّلَاة وَهُوَ حَقّ اللَّه تَعَالَى وَقَالَ قَتَادَة : إِقَامَة الصَّلَاة الْمُحَافَظَة عَلَى مَوَاقِيتهَا وَوُضُوئِهَا وَرُكُوعهَا وَسُجُودهَا وَقَالَ مُقَاتِل بْن حَيَّان : إِقَامَتهَا الْمُحَافَظَة عَلَى مَوَاقِيتهَا وَإِسْبَاغ الطَّهُور فِيهَا وَتَمَام رُكُوعهَا وَسُجُودهَا وَتِلَاوَة الْقُرْآن فِيهَا وَالتَّشَهُّد وَالصَّلَاة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا إِقَامَتهَا وَالْإِنْفَاق مِمَّا رَزَقَهُمْ اللَّه يَشْمَل إِخْرَاج الزَّكَاة وَسَائِر الْحُقُوق لِلْعِبَادَةِ مِنْ وَاجِب وَمُسْتَحَبّ . " أُولَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْد رَبِّهمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ " وَقَوْله " أُولَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا " أَيْ الْمُتَّصِفُونَ بِهَذِهِ الصِّفَات هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقّ الْإِيمَان . وَقَوْله " لَهُمْ دَرَجَات عِنْد رَبّهمْ " أَيْ مَنَازِل وَمَقَامَات وَدَرَجَات فِي الْجَنَّات . " وَمَغْفِرَة " أَيْ يَغْفِر لَهُمْ السَّيِّئَات وَيَشْكُر لَهُمْ الْحَسَنَات .
من جوامع الكلم
جاء عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يومًا فقال لي ( يا غلام إني أعلمك كلمات أحفظ الله يحفظك أحفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك إن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
أضغط على الصورة أو تفضل هنــا
اللهم إنا نسألُك باسمك الأعظم الطاهر المُطهر المبارك المكنون الذي إذا سُئلت به أعطيتنا .. وإذا دُعيت به أجبتنا .. وإذا استُرحمت به رحمتنا .. وإذا استفرجت به فرجت عنا .. يا برُ يا تواب .. يا رحمن يا رحيم .. يا فرد يا صمد .. يا الله يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد . يا حنان .. يا منان .. يا حي يا قيوم .. يا من له الأسماء الحُسنى .. والصفات العُلى. اللهم لك نصلى ونسجُد .. وإليك نسعى ونحفد .. نرجو رحمتك ونخشى عذابك .. إن عذابك الجدّ بالكفارِ مُلحق. يا غفار الذنوب . اللهم اجعل القرآن العظيم زادنا وسندنا .. والسُنة المطهرة حبنا ومددنا .. واحفظنا من تفرُق كلمتنا .. واعصمنا من شتات أمرنا .. ولا تجعلنا فِرقًا وشيعا .. ولا تجعلنا فرقا وشيعا نُخالف بعضنا .. واجعل صلاتنا للبلاء واقية .. وللأمراض شافية .. واجعل تلاوتنا للقرآن مُنجية .. ومن النار كافية .. واجعل نفوسنا صافية .. وفى الآخرة راضية. يا من لا تضيع عنده الودائع. نسألك صحة بلا علل .. وإيمانًا بلا خلل.. وعملاً بلا جدل.. ونعوذ بك من غرور الأمل .. والخطأ والزلل .. وضعف البدن .. وضيق السُبل .. ونعوذ بك من الأيام الدول. اللهم أنت عُدتنا.. وولى نعمتنا.. وقوتنا فى شدتنا .. وناصرنا فى كربتنا . اللهم أشرى بالإيمان في قلوبنا .. والإحسان أرواحنا.. وأصلح بهما أسماعنا وأبصارنا .. وأفتح لهما مسامع قلوبنا .. لنسمع نصيحتك.. ونحفظ وصيتك.. وننصر شريعتك . اللهم أعنا على دُنيانا بديننا .. وعلى آخرتنا بتقوانا .. وسع لنا الخير .. واصرف عنا الضُر.. فإن عزيمتك لا تُرد .. وقولكَ لا يُكذَب .. ونعيمك لا ينفد. وانصر دين خير البرية . اللهم آمين